|
كتب: علي العبدالله
أما لماذا يتم اختيار الفنانين و المشاهير كسفراء للنوايا الحسنة في كافة الأنشطة الاجتماعية و الإنسانية، فلأن لهم حظوة عند عامة الناس و البسطاء و للعب دورهم الحقيقي في النزول لشارع المحتاجين و الضعفاء.
في العالم هناك مشاهير تسلموا مهامهم كسفراء للنوايا الحسنة في مختلف تخصصات الهيئات العالمية المهتمة بقضايا الناس كالفقر و الكوارث و الأمراض و المناطق المنكوبة، و هؤلاء المشاهير لم يعلقوا هذه الشهادات في مجالسهم و لم يستخدموها في (الاستهلاك) الإعلامي بل قاموا بأدوارهم كما يرونه مناسب و أكثر.
و لعل أنجلينا جولي و أوبرا وينفري و جورج كلوني و غيرهم كان لهم أدوار كبيرة و جولات مكوكية شملت مناطق منكوبة في قارات العالم بل وصولا إلى مناطق عربية لم يصلها أي من الفنانين العرب الذين ملأوا الدنيا صخبا و صورا بشهاداتهم هذه و جوازات سفرهم (الشرفية)
للتاريخ فقط .. تعتبر الممثلة الأمريكية أنجلينا جولي أحد أشهر السفراء، ولها مساهمات إنسانية متعددة، حيث منحت مليون دولار لأحد معسكرات اللجوء الأفغاني في باكستان، ومثلها لكل من منظمة أطباء بلا حدود، و منظمة الطفل العالمي، و منظمة جلوبال إيدز أليانس، ومنكوبي دارفور، وخمسة ملايين دولار لأطفال كمبوديا.
وفي زيارتها الثالثة للعراق قدمت دعما ماديا ومعنويا لمئات الآلاف من اللاجئين العراقيين داخل وخارج العراق، ويقال إن نحو 20 مليون دولار «عدا الأطعمة والأدوية وغيرها» هي إجمالي ما تبرعت به خلال ثماني سنوات.
وزارت سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مخيمات اللاجئين بلبنان واللاجئين الصوماليين بكينيا، وزارت أفغانستان والصومال وباكستان ودارفور وسلفادور وتنزانيا وسيراليون وغيرها بشاحنات محملة بملايين الدولارات وبمختلف أنواع الأغذية والأدوية والأطعمة.
في العالم العربي يعتبر الفنان المصري حسين فهمي أول سفير عربي للنوايا الحسنة، حيث حمل اللقب والمهمة في عام 1998 لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية حول قضايا إدمان المخدرات والفقر والأطفال المعوقين.
وعربيا تم تعيين الفنانة اللبنانية نانسي عجرم سفيرة للنوايا الحسنة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط التي تضم 22 بلدا من قبل صندوق الأمم المتحدة للطفولة – يونيسيف في أكتوبر 2009.
ومن الفنانين العرب كذلك الفنان عادل إمام كمبعوث سلام وسفير نوايا حسنة مع غيره من السفراء في العالم، ومحمود قابيل سفير النوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف، والفنان السوري دريد لحام سفير للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف أيضا، ومارسيل خليفة فنان اليونسكو والسلام لمنظمة الأمم المتحدة، وصفية العمري كأول سفيرة مصرية للنوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وماجدة الرومي سفيرة النوايا الحسنة لمنظمة الأغذية والزراعة، والفنان محمود ياسين الذي يحمل لقب سفير لمكافحة الجوع.
أضف إلى ذلك كل من الممثل السعودي فايز المالكي و حسين الجسمي وعبدالله الرويشد وفايز السعيد و أليسا اللبنانية.
كل من سبقت أسماؤهم أعلاه (من العرب) لم يقوموا بدور واحد يستحق التصفيق بل و لا حتى الإشارة و كانت أسماؤهم مجرد عبء إضافي على المنظمات و استفادوا فقط منها في الترويج لأنفسهم بوضع اللقب قبل أسمائهم في أخبارهم التي تنقلها مكاتبهم الإعلامية، وما زالوا حتى اليوم يعقدون اجتماعاتهم و لقاءاتهم في أجنحة فاخرة و يسافرون بالدرجة الأولى و يبلعون الملايين و يضحكون على الناس.