قام في كمبوديا «مخلوق» أو «كائن» يقتل ثلاثة ملايين إنسان، ويُعلـّق جماجمهم عند مدخل عاصمة بلاده. صارت الثورات في كمبوديا تـُقدم لنفسها بالإعدامات الجماعية، والسجون الجماعية، والمقابر الجماعية.

وحلّل الرقيب صاموئيل دو لنفسه الدخول إلى عالم الثورة في ليبيريا، فرشّ أعضاء نظام الحكم في بلاده بالرصاص على شاطىء البحر المفتوح. وحين وصل إليه قائد «الثورة المضادة»، قطع أذنه وأرغمه على أكلها، ثم هو، المضاد، بادر إلى التهام أذنه الأخرى.

***

تضرب عبادة القوة أطنابها، فيما ثقافة الكراهية تـُساند كراهية كلّ ثقافة، والعكس بالعكس.

***

المسافات تبدو معدومة بين الانتهاك الجسدي وبين كلمات التشهير والبذاءة.

***

ألم يكن أول ما فعله النازيون، أصحاب الصليب المعقوف، بضحاياهم، أنهم نزعوا عنهم الصفة الإنسانية، قبل أن يسوقوهم إلى أفران الغاز.

***

الإرهاب شكل من أشكال الأذية المكلفة المتمادية، لكنه لن يُحدث تغييرًا جوهريًا في شؤون العالم. إن مكافحة الإرهاب عملية باهظة التكلفة، لأن الوقاية منه تتطلب تعبئة لعدد كبير من الموارد، عدا أن الإرهاب ظاهرة ذات تأثير عميق على الصعيد السيكولوجي، عبر الإعلام. أما على الصعيد العسكري، فلا ينبغي أن يُحسب للإرهاب أي حساب.

***

ما يحدث في بعض أساليب الحرب الأمنية ضد الإرهاب هو في معنى ما قطيعة فاصلة بين حقبتين، وبالتالي وداعًا للحرية وللأهداف النبيلة، وأن السيادة انتقلت من الأمة لتتركز في الفرد.

***

إحدى المحطات الفضائية عرضت فيلمًا وثاقيًا عن هتلر، الذي كان يخطب في جماهير ألمانيا، بعصبية، حاول أن يوحي بها أنه «الملهم».

أفضل أصناف الجماهير كان عندما يخطب في تلامذة المدارس، من الروضة حتى الثانوية، فيـُدغدغهم بعالم جديد، وجنس بشري جديد، سيعرفه العالم، عندما تُسيطر النازية على العالم كله.

***

العصور الراهنة تعرف، بدورها، كيف تعيد إنتاج «محاكم التفتيش» الخاصة بها، أو لنقل إنها تعرف كيف تعيد شياطينها القدامى.