منذ وجد الإنسان على الأرض اتخذها مستقراً له ووطناً يستظل بسمائه ويأكل من خيراته ويعيش في أكنافه ويأنس به ويشتاق إليه.
إن خدمة المسلم لوطنه بالمحبة له أولا قادة ومواطنين وبالتفاني في خدمته ثانيا لهو واجب وحق يمليه ديننا الإسلامي الحنيف الذي يأمرنا بالوفاء والإخلاص ورد الجميل بشكل عام وللوطن وقادته ومواطنيه بشكل خاص.
ولقد ذاعت مقولة «حب الأوطان من الإيمان» واشتهرت ومن مظاهر حب الوطن خدمته فالمجال واسع ومفتوح لخدمته لكل مواطن قد ضرب لنا أولو الأمر حفظهم الله المثل الواضح في خدمة الوطن وبالسعي الدائم لتطويره ورقيه وحفظ أمنه واستقراره إن كل مواطن مهما كانت مهنته أو مسؤوليته يستطيع خدمة وطنه وذلك يتجلى في إخلاصه وانضباطه في عمله بأخلاق الإسلام وتعاليمه السمحة وهنا تماما يحصل اللقاء بين مفهوم خدمة الإسلام وخدمة الوطن فلا تصادم ولا تعارض إن العلاقة بين المواطن ووطنه هي علاقة الجسد بالروح فكما أنه لا يظهر تأثير الروح وسموها إلا بجسد تحل فيه كذلك لا يستقيم الجسد ولا يحيا إلا بروح ترشده وتهديه وإن جعل يوم توحيد المملكة العربية السعودية مناسبة للتذكير بأهمية الوطن وإنجازات المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وأبناءه البررة لخدمة هذا الوطن بل وأوطان المسلمين جميعاً لهو ربط واضح وبسيط للمناسبات بأزمانها لا يتعلق هذا الربط بحكم شرعي بإيجاده من عدم أو إبطاله من وجود أو تخصيصه بعبادة أو ذكر إنما هو خدمة لمصلحة عليا يريده الإسلام من ترسيخ حب الوطن في النفوس والاعتزاز به ليكون ذلك باعثاً على نهضته ورقيه وسبباً مباشراً في حفظ أمنه واستقراره فالأوطان لا تزدهر ولا تنمو ولا تنهض ولا تسعد إلا في أجواء الأمن والاستقرار.إذن فهل نعتز بوطننا وقادته ونحرص على أمنه واستقراره.. أم نترك المجال مفتوحاً للغير ليشوش أفكارنا؟!!