ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Tuesday 17/01/2012/2012 Issue 14355

 14355 الثلاثاء 23 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

في أحد مهرجانات الجنادرية الرائعة كنت أتجول بمعية بعض الأصدقاء الشباب، وتوقفنا قليلاً عند إحدى فرق العرضة، وكان بريق السيوف يشكِّل كرنفالاً مبهراً يمازج بين الضوء والمعدن والإيقاع والغناء الرجولي الذي يحفز الروح على الحماس، ويبث بالقلب الشجاعة، ويجعل الأضلاع تصطفق كدرفات نوافذ خشبية تؤرجحها الرياح. آنذاك لست أدري كيف حلقتُ مبتهجاً بنشوة التاريخ حتى حافة الغياب، ولم أصحُ من ذلك إلا حينما همزني أحد الأصدقاء بجملة كالصعقة الكهربائية التي يطلقها بعض الأطباء لشحن القلب حينما يصاب بالوهن (أين رحت يا صديقنا الهرم؟!) قلت هأ..هأ.. لقد أوغلت في شرايين التاريخ إلى النقطة الأولى التي حمل الإنسان العربي السيف فيها ثم رفع عقيرته الصافية بالغناء حتى كاد صوته يشق عنان الفضاء، وكأنه بذلك يتحدى أصوات الوحوش وعواء الذئاب وصراخ الكواسر من الطير، ثم حاولت أن أربط بين الدفوف والسيوف، وتخيلت أن الإنسان المطلق، سواء أكان عربياً أو إفريقياً أو آسيوياً، حينما تعلّم كيف يؤمن قوته من لحوم الحيوانات العاشبة وكيف يبتدع لباسه وأدواته البسيطة من جلودها، أقول حينما توصل ذلك الإنسان إلى توفير هذه الاحتياجات الأولية كان يعلق تلك الجلود على أبواب الكهوف حتى تجف ليستفيد منها في احتياجات أخرى، وكانت الريح حينما تشتد تؤرجح تلك الجلود اليابسة ذات اليمين وذات الشمال فتصطدم بصخور فوهة الكهف، وتُصدر أصواتاً كان يأنس بسماعها الإنسان، وتنبه إلى أن كل جلد يصدر صوتاً بقوة صوت الحيوان العائد له، وهذه نظرية تأكدت من صحتها تماماً من خلال معرفتي بالربابة - مثلاً- فالربابة المصنوعة من جلد (حوار الناقة) أقل إيقاعاً من الربابة المصنوعة من جلد الماعز، وأن الربابة المصنوعة من جلد الذئب هي أعلى إيقاعاً من جلود سائر الحيوانات.



المهم أن الصديق الذي لكزني أردف قائلاً: إمشِ إلى متى نبقى مأسورين لهذه الفنون التي تنهض على أدوات وآلات متخلفة ابتدعها الإنسان الأول ولم تزل تقرع أسماعنا حتى اليوم.

حقيقة لما سمعت تساؤل صديقي الفج سخرت منه وقلت له حتى نصل إلى فهم الفرق بين (الماضوية والتأصيل)، وأردفت: أتريد أن تعرف الفرق؟ إذن اقرأ المقالة القادمة!

 

هذرلوجيا
دحّة (كاونتري) عرضة
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة