تعولمنا أربع مرات متتاليات ولم تكن أوضاعنا بأحسن حالاً مما هي عليه الآن لكننا وقتها كنا أفضل من غيرنا وكان من الطبيعي أن تكسبنا تلك المشاركات ثقافة جديدة بروح جديدة وفكر متجدد متطلع لما هو أكبر لكنا بقينا نراوح مكاننا في حين بدأ الآخرون من حيث انتهينا يخططون ويعملون وفق رؤى تطويرية بعيدة المدى. هذا الواقع الذي لا يتفق مع تاريخنا ولا إمكانياتنا جعلنا ننظم مسيرات الفرح لمجرد الفوز على تايلند ونجاهد من أجل ألا نخسر من عمان ونخشى مقابلة من كنا بالأمس نعتبر مبارياتنا معهم مجرد تدريب!
- صرنا ننتظر التأهل على أمل لعل وعسى بخبطة حظ أو بدعاء الوالدين لا فرق! لأننا لم نصنع من الأمس لبنات للمستقبل ولم نفكر يوما بـ(كيف) نطور أدواتنا!!
- انشغلنا بالتاريخ ولم نشغل أنفسنا بـ (كيف) نوسع جغرافيته!!
- من هنا فالقضية من وجهة نظر شخصية لا علاقة لها بندرة المواهب ولا في اللياقة والمهارة ولا في التكتيك والتكنيك وإن كان بعض من هذه جزءاً من المشكلة إلا أن المشكلة تكمن في منظومة العمل الرياضي كله على بعضه فواقعنا -وهذا ما يجب أن نعترف به- يقول بأن لوائحنا الاحترافية كثيرة الثقوب وتتيح للمتلاعبين والانتهازيين فرصة تطويعها لمصالحهم! كما أن استيعاب اللاعب للاحتراف يتوقف عند (كم الراتب)! وبالتالي فممارسته ما زالت أسيرة ثقافة الهواة ولم يدرك البعد الحضاري والتنموي للاحتراف أضف إلى ذلك ما تعيشه كرتنا من موسم مرهق بدنيا ونفسيا يعيش خلاله اللاعب في أجواء غير صحية مشبعة بالضغوطات والافتراءات والشائعات ناهيك عن تلك الملاعب التي أصابتنا بالخجل ونحن نشاهد ما لدى الآخرين!! أو ذلك الغثاء الإعلامي المحتقن في أطروحاته الأفعواني في تعاطيه بانتقائية يندي لها جبين رياضة الوطن خجلا! وبلغة لم يعد بالإمكان التمييز بينها وبين ما يحدث في المدرج بفوضويته وانفلاته وتعصبه!
- من هنا فالمسافة يا أحبتي باتت بيننا، والآخرون أكثر اتساعاً، شئنا أم أبينا وأصبح الواقع لا يحتمل كثيرا من التبريرات وفي حاجة ماسة إلى معالجة جذرية بدلا من المسكنات بعد ما أضحى هما وطنيا الكل يتحمل مسؤوليته!