تفاءل مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول الوحدة الخليجية وإصرار القيادات الخليجية عليها؛ إيمانا منهم بضرورة تحقيق هذا الإنجاز في أقرب وقت كحاجة استراتيجية وأساسية لدول المجلس. تمكن هذه الوحدة دول المجلس من مواجهة الكثير من التحديات والصعوبات ككتلة واحدة ذات قرار جماعي يعبر عن وحدة المصير والجسد الواحد.
يأتي كنتيجة طبيعية للنجاحات والمكتسبات المحققة زيادة التأكيد على ربط شعوب المجلس على كل الأصعدة وبجميع الاتجاهات.
يعتبر البحث العلمي من أهم الوسائل لربط منسوبي الجامعات والمراكز البحثية مما ينعكس إيجابا على عجلة التعليم وتسريع عمليات التنمية، كما أن التعاون على مستوى الدراسات العليا والبحث العلمي يزيد من تماسك نسيج دول المجلس وترابطه.
من المعلوم أن هناك تعاونا كبيرا على مستوى وزارات التعليم العالي والمراكز البحثية ولكن ينقصه التعاون على بناء المعامل المركزية ذات التكلفة العالية سواء على مستوى الإنشاء أو التشغيل والصيانة أو البرامج التأهيلية للمستويات العلمية المتقدمة كأبحاث الفضاء والأبحاث النووية السلمية والمسرعات.
يشكل وجود هذه المعامل دلائل واضحة على نضوج الوحدة ووصولها إلى مرحلة التكامل، ولنا بالمعامل الأوروبية مثل مسرع سيرن الدولي وكذلك معمل الالتحام النووي مثال يحتذى به كوسيلة ونتيجة طبيعية لنجاح عملية الاتحاد.
لا تقتصر الاستفادة من هذه المراكز على قاطني دول المجلس، بل تصبح منارات علمية إقليمية ودولية وأنوية استقطاب للعقول العربية والإسلامية والدولية المتميزة وحاضنات للكوادر العلمية.
يمكن كذلك أن يناط بهذه المراكز البحثية المشتركة عملية التنسيق مع القطاعات الخاصة لجعل العملية أكثر واقعية وقابلية للتطبيق.
نتمنى اليوم الذي نرى فيه هذا الاتحاد الخليجي ليكون قدوة يحتذى بها على المستوى الدولي كنموذج ناجح للاتحادات والتكتلات الإقليمية والدولية.
قسم الفيزياء والفلك، كلية العلوم - معهد الملك عبد الله لتقنية النانو
جامعة الملك سعود