إذا كان الإسلام لا ينكر على أحد النبوغ والتميّز ويعترف بالعبقرية؛ لأنه دين بناء وعمارة لا دين تخريب، وبالمقابل فإنه يرفض كل أنواع العبث والتخريب والإجرام وهضم الحقوق.
لقد حرم الدين الإسلامي الاعتداء بكافة أنواعه وصوره ولا يقر على الإطلاق احتقار الناس والتطاول عليهم. والعقل السليم يميّز بين الخير والشر ويعرف أن المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، وهذا ما شدد عليه النبي الكريم، والذي قال أيضاً «شر الناس من أكل وحده ومنع رفده وضرب عبده».
إننا عندما نسمع عن كثير من الحوادث في المجتمع ونجد أن البعض يتعامل مع من يخدمونه التعامل الذي لا يليق بنا كمسلمين ولا بهم كبشر لهم حقوق وواجبات؛ لأن الدين أقر مبدأ الأخوة وضم تحت جناحه كافة البشر، بصرف النظر عن اللون والجنس والمعتقد. هذا المبدأ لا يهتم به بعض الناس ولا ينظرون له على أنه واجب ديني وأخلاقي فتجدهم يعذبون الخدم من خادمات وسائقين وعمال ولا يعطونهم حقوقهم ولا يحترمون العقود وينقصون حقوقهم، وتعدى ذلك إلى إهانتهم والاعتداء عليهم؛ مما جعل كثيراً منهم يقرر الهروب واللجوء إلى أماكن أخرى.
وما دمنا نؤمن أن التربية الإسلامية الإيمانية تنمي الإيمان في نفس المسلم حتى يصل إلى المستوى الذي يحميه، بل يمنعه من الإقدام على أي عمل لا يتوافق مع الشريعة الغراء وأهدافها السامية.
من هنا، يتبين أن للوازع الديني والتوجه التعليمي والتربوي دوراً في ذلك.. لماذا لا نقتدي برسولنا الكريم الذي أكرم من خدموه، والأحاديث في هذا الجانب كثيرة؟.
ولو فكر أحدنا أنه هو الذي يعمل في الخارج كسائق أو عامل: ماذا يريد من معاملة؟. ولو فكرت كل ربة منزل أنها لو كانت مكان خادمتها: ماذا تريد من أهل البيت أن يعاملوها.
اتقوا الله في الخدم، وخذوا حقوقكم وأعطوهم حقوقهم.. إنهم على كل حال بشر مثلنا.. فاتقوا الله بهم.