سعادة رئيس التحرير حفظه الله وبعد:
إشارة لما سبق أن نشرته الجزيرة خلال الأيام 13 و 15 و 20 و 2 محرم 1433هـ
لا شك أن جريدتنا الجزيرة تشبع رغبات القراء وتنمي مهارات الكتاب ليكتبوا عن كل ما يهم المجتمع والوطن وتنبش الأخطاء أية أخطاء من أجل علاجها وتتحدث عن الإنجازات أياً كان نوعها وموقعها ليزهو الوطن بها ويفتخر بها المواطن وإنها لتتحدث عن نمو اقتصادنا وتطور تعليمنا وعن البطالة والقضاء عليها بل تتحدث عن العقول الناضجة والمهارات الفائقة التي نراها بين الفينة والأخرى تتكشف لدى البعض من أبناء الوطن ولكنها لا تنسى التحدث عما يقلقنا كمواطنين نعيش على أرض هذا الوطن المعطاء فتكشف لنا عن كل ما يحاك ضد أبناء هذا الوطن ويراد به إتلاف العقول قبل الأجسام واستقامة النفوس وبهذه المقدمة أحببت ذكر بعض مما نشرته الجزيرة في تلك الأيام الماضية والتعقيب عليها على النحو الآتي:
الأول: تحدث عن الدخان والمدخنين والمدخنات من أبناء الوطن وما في ذلك من إفناء للأجسام وهدر للمال وإشغال لأسرة في المستشفيات نحن بأمس الحاجة إليها خاصة ونحن نسمع بموال (لا يوجد سرير) إلا بالواو وأن ما ينفق على شراء السجائر يزيد عن 12 مليار ريال كل عام ولدينا ستة ملايين مدخن ومدخنة ولدرجة أن ترتيب وطننا أصبح الرابع من بين دول العالم المستوردة والمستهلكة لهذا العادم الخبيث والمميت، فيا أيها المدخنون ارحموا أنفسكم وأنقذوها من الآلام والمتاعب واحتفظو بأموالكم لترفيه أنفسكم ومن تعولون لتسعدوا، والسؤال كيف يطيب لأحدكم أن يحرق نفسه قبل ماله؟ كيف يجيز لأحدكم أن يجلب لنفسه أسوأ الأمراض ومن ثم يقاسي أشد الآلام فيخيم على منزله الأسى والحزن ويجثم على أسرته الخوف والفزع؟
الثاني: حول إحباط تهريب مليون وأربعمائة ألف حبة مخدر داخل معجون طماطم، إن الأمر لعجيب!
هؤلاء المفسدون لم يدعوا طريقة يهربوا بها المخدرات لهذا الوطن إلا وأخذوا بها من أجل فناء الأجسام وإتلاف العقول وإهدار المال ليحصلوا هم على المال فحسبهم الله وكفانا شرهم، ومن هنا نحيّي يقظة رجال الأمن وأسود الجمارك الذين شاركوا بإحباط محاولات عدة لتهريب المخدرات خلال شهري ذي القعدة وذي الحجة من العام المنصرم تقدر قيمتها بأكثر من ثمانمائة مليون ريال ومن المؤسف بل من المؤلم أن من ضمن تلك العصابات 78 سعودياً ولا شك أن غيره هؤلاء أعني رجال الجمارك والأمن على أبناء الوطن ستجعلهم يزيدون من يقظتهم لإحباط كل المحاولات البائسة لتهريب المخدرات إلى هذا الوطن بإذن الله وهنا أقترح منح كل من يشترك بإحباط تهريب تلك السموم في نهاية كل عام هجري ما لا يقل عن 25% من قيمة جميع المقبوض عليهم من تلك السموم تشجيعاً لهم ولرفع معنوياتهم فلرجال الجمارك والأمن في كل مكان وعلى كل ثغر من وطننا لهم منا الشكر أجزله ومن الاحترام أكثره ولكني أحذر أبناء الوطن في الوقوع بشرك هؤلاء المفسدين من مهربين ومروجين.
الثالث: عن مشاركة 600 امرأة يمثلن أكثر من 350 أسرة منتجة في مهرجان الكليجا الرابع ببريدة والذي لا شك فيه أن هذا نوع من طرق كسب العيش وللتخفيف من البطالة وحقيقة أن هذا الأمر يبشر بخير ويدل على الوعي والاهتمام فيما يعود على تلك الأسر من زيادة في الدخل وتنشيطاً لحرفة منزلية أزلية والذي لا شك فيه أن تشجيع سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه وتدشينهما لافتتاح هذا المهرجان لهو خير دافع لتطوره واستمراريته فإلى الأمام (كليجانا).
الرابع: الحديث عن التقاعد وهل هوالحل الأمثل لإيجاد فرص وظيفية للشباب والدعوة إلى جعل أمل التقاعد اختيارياً فردياً لشرائح معينة من ذوي الخبرات الفنية النادرة كالباحثين والأطباء؟ هنا أقول: إن الإحالة على التقاعد بصفة عامة وبنسبة لا تقل عن 90% هو إحدى الفرص التي يشغر عنها أماكن للشباب الذين يتنقلون بملفاتهم الخضراء من وزارة إلى أخرى عاماً تلو الآخر لأن إشغال هؤلاء أولى من تركهم يتسكعون في كل مكان، ولنريح آباءهم أيضاً من عناء العمل وسبق أن دعوت عبر هذه الجريدة إلى إحالة كل من أكمل الـ 37 سنة على التقاعد براتب تقاعدي كامل لامتصاص أعداد ضخمة من الأبناء والإخوة العاطلين ولكني مع الكاتب بالتمديد لذوي الخبرات الفنية والأعمال المهمة كالباحثين والأطباء والعلماء الأفذاذ بل وحالما تكل عقولهم نبقيهم في مناصبهم كاستشاريين ما لم نكتف ذاتياً ويصعب التعويض عنهم أو يعجزون.
الخامس: يتحدث عن مبتعث حصل على أعلى جائزة بحثية يمنحها مستشفى كليفلاند كنتك بأمريكا لطالب الدكتوراه ساير راشد الفريدي نظير ابتكاره اختباراً تنبؤياً يعمل على تحديد مستوى الاستجابة لدى مرضى سرطان الدم قبل البدء بالعلاج، مما يدل على وجود عقول ناضجة لا تتوانى عن البحث والتنقيب عما ينفع المجتمع والأمة ككل ولا غرابة، فهذا الشاب يعتبر من أحفاد علمائنا الأوائل مثل ابن سينا وثابت بن قرة وغيرهم كثير وليس هذا فقط، فكثيراً ما نسمع ونقرأ عن اختراعات مشرفة لأبناء هذا الوطن كان آخر ما قرأته بالأمس أن طالبتين (كوثر بو مرة وعبير الصالح) ابتكرتا نظارة للمكفوفين تقرأ الورق وتحول الكلام المكتوب إلى صوت مسموع مما سيكون له الأثر في الإسهام بزيادة ثقافة هذه الفئة (المكفوفين) فإلى الأمام لتعيدو المجد الذي سلبه منا العالم الغربي، إلى الأمام يا شباب وشابات الوطن.
صالح العبد الرحمن التويجري - الرياض