الجزيرة - محمد السنيد / تصوير - فتحي كالي:

تم أمس توقيع عقد تنفيذ أعمال المرحلة الثانية لمشروع قطار الحرمين السريع بقيمة إجمالية بلغت ثلاثين ملياراً وثمانمائة وخمسة عشر مليون ريال، حيث وقع العقد كل من وزير المالية رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة الدكتور إبراهيم العساف، ووزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور جبارة الصريصري ممثلين عن حكومة المملكة مع ائتلاف الشعلة بحضور وزيري الخارجية ووزير التنمية الإسبانيين وسفير إسبانيا لدى المملكة.

وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن مشعل بن عبدالعزيز ممثل الائتلاف رئيس التحالف السعودي الإسباني: أقف اليوم كفائز بهذا المشروع ورئيساً لتحالف بني بدقة وتمعن، هذا التحالف السعودي الإسباني الذي بدأ العمل به منذ أكثر من خمس سنوات أي أنه لم يكن وليد اللحظة بل درس بعناية فائقة بهدف جلب أفضل وأحدث التقنيات العالمية لتسيير قطار فائق السرعة بين أطهر بقاع المعمورة متميزاً بتدابير السلامة العالمية العالية والراحة والأمان وذلك تطبيقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الحازمة والصارمة لتقديم أفضل الخدمات، وآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا لرفاهية المواطن السعودي الذي يوليه -حفظه الله- كل رعاية واهتمام كما لخدمة الحجاج والمعتمرين من داخل المملكة وخارجها.

وأكد سمو الأمير عبدالعزيز بن مشعل أن شهادتنا لهيئة سكة الحديد قد تكون مجروحة بحقهم ولكن لا يمكن لأي أحد من داخل وخارج الهيئة أن يتجاهل الجهود الجبارة التي قاموا بها والتي بدأت منذ كان المشروع توجيها من ولاة الأمر ووصل لأحد أكبر وأهم مشاريع منطقة الشرق الأوسط ورغم المعاناة الكبيرة التي كنا نواجهها منهم متمثلة بدقة لا متناهية وحرص شديد على تقديم وتطبيق أعلى المواصفات العالمية المعمول بها في هذا المجال وفي مختلف دول العالم شرقها وغربها هذه المعاناة المشروعة والمطلوبة لتحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة فتم الفوز ولله الحمد للتحالف الأقل سعراً بفارق كبير عن المنافس الذي يليه والأفضل فنياً بحسب المواصفات والمقاييس المعمول بها عالمياً وبكل الدول ذات الباع الكبير في تقديم خدمة النقل بالقطارات.

كما ألقى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجالو كلمة رحب فيها بحضور هذه المناسبة التي تشهد التوقيع على المرحلة الثانية من مشروع قطار الحرمين السريع، الذي يعد أحد أهم مشاريع النقل في المملكة العربية السعودية وأحد أهم عناصر شبكة النقل الحديدي بالمملكة.

وعبر وزير الخارجية الإسباني عن تهنئته الخالصة وشكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لما حظي به المشروع من دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين منذ بدايته. وعن عملية التنمية الشاملة التي تنتظم المملكة والنجاح الذي حققه قطاع المواصلات، والدعم الكبير الذي تحظى به مشاريع التنمية في المملكة بصفة عامة وقطاع النقل الحديدي بصفة خاصة، أوضح وزير الخارجية الإسباني أن هذه النجاحات كبيرة التي وصلت بمشاريع النقل في هذا القطاع إلى آفاق واسعة، ما كانت لتتحقق لولا الاهتمام الكبير بعنصر التخطيط باعتباره حجر الزاوية في نجاح المشاريع الإستراتيجية، كما ألقت وزير التنمية الإسبانية كلمة بهذه المناسبة، ثم شاهد الحضور فيلماً مرئياً عن مشروع سكة الحديد، ثم قدمت الهدايا والدروع للجانب السعودي من الشركات الإسبانية مع ائتلاف الشعلة.

من جانب آخر أوضح المهندس عبدالعزيز بن محمد الحقيل الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن أعمال هذه المرحلة تعنى باستكمال البنى العلوية وتشمل توريد وتركيب القضبان الحديدية وأنظمة الإشارات والاتصالات ونظام كهربة الخطوط وتوريد قطارات الركاب ومعدات الصيانة، كما تشمل تشغيل وصيانة المشروع خلال مدة العقد وتبلغ اثني عشر عاماً.

وأبان أن ترسية أعمال هذه المرحلة تكون جميع مراحل المشروع قد تمت ترسيتها وجاري العمل في تنفيذها وفقاً للخطة التنفيذية الموضوعة لذلك، مؤكداً أن دعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سهل كثيراً في الوصول إلى توقيع هذا العقد، إذ أصدر خادم الحرمين الشريفين موافقته السامية على مسار مشروع قطار الحرمين الشريفين وتمويل تنفيذ المشروع عن طريق صندوق الاستثمارات العامة، إضافة إلى الموافقة على تأسيس هيئة تنظيمية تشرف على قطاع النقل بالخطوط الحديدية.

وأكد أن المشروع سيوفر فرصاً وظيفية عديدة للمواطنين، وسيعمل على توطين صناعة النقل السككي في المملكة ومنطقة الخليج، حيث ينص العقد على إنشاء مركز تدريب يعمل على استقطاب وتدريب وتأهيل الخريجين للعمل في هذه الصناعة الواعدة.