كم أتمنى أن توصد (قناة الدنيا) أبوابها، حتى يستعيد النظام السوري الذي ترضع من (ثديه) شيئاً من هيبته، لأنها وبمنتهى البساطة في التحليل تطبق معه قاعدة (الصديق الأحمق).
هذه القناة (الدكان) لا يمكن أبداً وضعها في قائمة القنوات (المحترفة)، بل هي قناة لزجة وهلامية وصوتها (شوارعي).
اليوم نحن في زمن الفضائيات المحترفة، وإن لم يكن كذلك فعليك البقاء متفرجاً؛ لأنّ الطوفان اليوم لا يرحم.
تحاول (قناة الدنيا) أن تمارس الاستذكاء على المشاهد، وهي يوماً بعد سابقه تريد إيهام نفسها بأنها الصوت الوحيد الذي له هدف وكرامة وعزة في الوطن العربي.. وكلّ ما سواها مجرد أبواق لأمريكا وإسرائيل.
لا تتوانى (قناة الدنيا) بمذيعيها (السطحيين) القول إن العرب كلهم خانوا سوريا عدا ميليشيا (حزب الله)، وأن العالم يتآمر على وطنهم، لأن بشار (في نظرهم) هو سيّد المقاومة ورأسها وعمودها و شريانها وشرفها.
الجمعة قبل الماضية تابعت (القناة) وسمعت من مذيعيها ما أرجو أن تتعامل معه هيئة الاتصالات الفضائية الناقلة لها كما يجب؛ لأنّ فيها مخالفات صريحة لضوابط النقل الفضائي وميثاق الشرف العربي، الذي يتقاطع مع المواثيق الدولية كافة، من منعٍ للدعوة إلى العنف مروراً باحترام الدول وحرية الرأي، وصولاً بتجريم الدعوات الطائفية والتعرض للرموز الدينية بأشكالها كافة.
لا أودّ الحديث هنا عن بعض اللبنانيين الذين يشتمون الخليج ليل نهار، وأصبحوا معلقين بـ (مؤخرة) النظام السوري، وضيوفاً دائمين على القناة، لأنّ هؤلاء حتماً أعداء للشعب السوري الذي قال كلمته منذ عشرة شهور.
أرجو صادقاً أنْ تغلق (الدنيا) بثها ليس لأنها قوية وكاشفة للحقائق، بل لأنها تسير في طريق (غبي)، ولو كنت مدافعاً عن بشار لغرقت في عرقي من الخجل، ولتبرأت منها مثلما تبرأ الشرفاء من حزب البعث الذي (جرب عودة).
m.alqahtani@al-jazirah.com.sa