إذا ما قام بين النّاس عدلٌ
بوادره الأمانةُ والصّلاحُ
نمت في الأرض أفعال المعالي
وقرّ اللّب منها والوشاح
مقالةُ من توسّم درب رشدٍ
وأبصر مَن عن المُثلى أشاحوا
ورؤيةُ من تتبّع حال قومٍ
بنوا الدّنيا وخلّوها وراحوا
ومَن لا يشبع التاريخ فهمًا
ويكدح لا يوافقه الفلاح
يرى الأعداء إخوانَ التّصافي
سجيتها التّواضع والسّماح
وأصحاب المصير وجوه شؤمٍ
بلاها أينما يمضي مُتاح
ويصحو بعدما تصحو المنايا
وتنفتح المواجع والجراح
فيخنع في مقابلة الأعادي
ويلقى جدَّها منه المزاح
وأحسنُ حاله في كلّ حالٍ
هيامٌ بالكفاح ولا كفاح
وقد يزهو ويدخل في نطاح
نطاح في حقيقته انبطاح
ويسري الوهم في الأذهان حتّى
يدهده عيشةَ الوهم انشراحُ
وتعديل العقول وقد تداعت
إلى عملٍ محاسنُه القباحُ
مسيرٌ مكْلفٌ مرٌّ مريرٌ
مؤونته الخناجر والرّماح
وبالآفاق أمثلةٌ نراها
تصيح بنا ويزداد الصّياح
ففي اليمن السّعيد وأرض مصرٍ
جماحٌ لا يواطنه الجماح
وهذي ليبيا عاشت نحيبًا
وأرض الشّام ينهشها النّباح
ويضربها الحُماةُ حماة مكرٍ
ويحملها إلى القبر النّواح
ويسلخها السّلاح لأنّ قومًا
بها قالوا: الكرامةُ تستباح
ومن ذا كان يحسب أنّ أعتى
وجوه المكر يعلوها انفضاح؟!
وجوه تبصر الشّيطان فيها
يزمّته بها الكفر البواح
أتُعطى مهلةً في إثر أخرى
ليبقى داخل اللّيل الصباح؟!
ونمسي ساكتين بليل غدرٍ
ونحسب أنّ سلعتنا النّجاح
وأنّا سالمون من الرّزايا
ومن وزرٍ تنوء به البطاح
إذا كان المآل إلى انغلاقٍ
وخيمٍ لا يخامره انفتاح
فإنّ على كبار القوم لومًا
وليس على صغارهمُ جناح
أستاذ الهندسة المساحية- جامعة الملك سعود