أنعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان بأن ميزه على سائر مخلوقاته بالعقل الذي يعرف به الصواب من الخطأ والذي يضره والذي ينفعه ولعل من فقد هذه النعمة تراه يهيم على وجهه في الشوارع والطرقات كالمجنون ولعل من أهم ما يضر بالعقل ويدمره مادة المخدرات بأنواعها. في أحد الأيام رأيت شاباً في مقتبل العمر، عمره لم يتجاوز العشرين سنة تقريباً كان واقفاً على الطريق وكان لا يقف متزناً ولعابه يسيل بشكل لا إرادي حتى ينزل من فمه فتوقفت عنده وسألته هل تتعاطى نوع من أنواع المخدرات؟ فسكت قليلاً وأجابني بصوت تملؤه الحسرة والألم بنعم، فسألته أي نوع تستخدم؟ قال لي: أنا مدمن هيروين وقد أوقعني باستخدامه وافد من أحد البلدان الآسيوية كان يحضر لمشاهدة مبارياتنا في ملعب متواضع في أحد أحياء المدينة التي أسكنها وقد أبدى استعداده لأي شيء أطلبه منه وأنه في الخدمة وعندها عرض علي أول جرعة كهدية فتعاطيتها من باب الفضول وحب الاستطلاع وبعدها ازدادت حالتي سوءاً يوماً بعد يوم حيث إنه يطلب مني المال مقابل كل جرعة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن ونظرت إلى يده وإذا به ممسك بعلبة بها حبوب وسألته عن ماهية هذه الحبوب حيث قال: هذه حبوب الروش عند فقدي لجرعة الهيروين أقوم باستخدامها عوضاً عن الجرعة.
هذا الشاب عند استخدامه لأول جرعة كانت من باب الفضول وحب الاستطلاع ولم يعلم أنها ستقوده لهذه الحالة السيئة والعياذ بالله فمدمن الهيروين خاصة يبيع كل ما يملك في سبيل الحصول على هذه الجرعة وهناك الكثير ممن يغرر بهم من قبل أصحاب السوء وضعاف النفوس حين يقومون بإيهام الطلاب أن حبوب الكبتاجون تزيد التركيز وتساعد على الفهم السريع وغيرها من الأكاذيب وهي عكس ذلك تماماً فهي تدمر خلايا المخ وتغير المزاج وعدم القدرة على النوم والراحة وتشتت الانتباه وتقود إلى التفكك الأسري والضياع والهلاك ولا ننسى أن نشيد بالدور الإيجابي والفعال التي تقوم به المديرية العامة لمكافحة المخدرات ومحاربتها لهذه السموم ونشر الوعي لدى جميع فئات المجتمع فنحن نرى من فترة لأخرى تلك المخيمات التوعوية التي تستهدف أكبر عدد من شباب المجتمع وبيان مخاطر هذه المواد المخدرة بأنواعها إضافة إلى الضبطيات الكبيرة التي يتم ضبطها في وقت قياسي قبل أن تنتشر بين أفراد المجتمع، وامتد هذا الجهد ليشمل المجال النسائي فقد قامت المديرية العامة لمكافحة المخدرات ويمثلها بذلك القسم النسائي بالمديرية بعقد المؤتمرات والندوات النسائية المحذرة من مخاطر المخدرات والوقوع فيها لأن المرأة هي أساس المجتمع ولكي تربي جيلاً صالحاً خالياً من المخدرات يجب أن تعي بمخاطرها وأضرارها.
وأخيراً هناك رسالة أريد إيصالها إلى جميع أولياء أمور الطلاب والطالبات وهي (قم بمتابعة ابنك أو ابنتك ودعهم يلتمسون هذه المتابعة والاهتمام وعند ملاحظة أي تغيير على سلوك الابن أو الابنة ابحث عن أسباب هذا التغير المفاجئ وعند التأكد من أن أحد أبنائك قد وقع فريسة لهذه الآفة فتوجه به إلى مستشفى الأمل لعلاجه وذلك بسرية تامة وعليك بسؤال أبنائك عن جلسائهم لأنه كما قيل الصاحب ساحب).