|
عاشت «أجبينة» مع أمها في قرية صغيرة، ولأنها كانت وحيدة أمها فقد خافت كثيراً عليها ومنعتها من اللعب مع البنات. وفي مرة جاءت بنات القرية وطلبن من الأم أن تخرج معهن «أجبينة» للحطب، فرفضت، وجئن مرة ثانية فاعتذرت، وفي المرة الثالثة قالت إحداهن: «لا تخافي يا خالتي على أجبينة، ما بندشرها لحالها أبداً، بدنا نجيب دوم ونرجع».
استمعت الأم منهن وقالت لابنتها «خذي كيساً معك واذهبي معهن».
مشت «أجبينة» مع البنات حتى وصلت إلى رأس الجبل حيث الأشجار غزيرة والحطب الجاف كثير.
قالت إحداهن: «يا أجبينة أنت أخف منا اطلعي على هالشجرة وكسري وارمي لنا، واحنا نملي أكياسنا وكيسك».
أطاعت أجبينة وصعدت على الشجرة، وظلت ترمي لهن حتى ملأن أكياسهن، أما كيسها فقد وضعن به الحجارة وعليه بعض الحطب.
نزلت أجبينة وحملت كل واحدة منهن كيسها، وسرن راجعات.
وفي الطريق قالت إحداهن: «بدنا نشوف انو دومها أكثر؟».
فتحت أجبينة كيسها فوجدته ممتلئاً بالحجارة، فاقترحت عليها البنات أن ترجع وتملأ كيسها بالحطب بينما ينتظرنها.
رجعت «أجبينة» إلى الشجرة الكبيرة فصعدت عليها وبدأت تكسر، وما إن انتهت إذا بالغول صاحب الشجرة ينادي «مين طالع على دومتي؟» قالت: هذا أنا.
قال: «اسمعي طيحي، إن وقعت على ظهري ملصت وإن وقعت قدامي آكلك، ها، طيحي وإلا أزعق».
قالت: ما بطيح، فزعق زعقة مريعة فوقعت أجبينة إثرها على فرع من فروع الشجرة.
قال: طيحي والا أزعق.
قالت: ما بطيح.
فزعق زعقة مرعبة وقعت منها على آخر.
فقال: طيحي.
قالت ما بطيح فزعق زعقة هائلة، وقعت إثرها فوق ظهره فحملها وسار بها إلى قصره، وحين وصلا أطعمها وسقاها، وفي كل صباح يقول لها: «أنا راجع قريب قريب، ولكن ما بغيب»، ولكنه يسير بعيداً ولا يرجع إلا مع المساء، وأحياناً يقول لها: «أنا رايح بعيد بعيد» وما يرجع إلا في العيد، لكنه لا يبتعد ويظل يدور حول القصر، ثم يدخل عليها ويتسلى معها.
ومع مرور الوقت عرفت «أجبينة» حيلته، وأخذت تستعد للهرب، حتى قال لها يوماً «أنا رايح قريب قريب ولكن ما بغيب».
انتظرت أجبينة حتى غادر الغول القصر فولت هاربة باتجاه الجبال الوعرة والأودية الموحشة، فظلت تمشي وتمشي حتى وصلت إلى مزرعة فيها حظيرة للغنم، فوجدت نعجة وحيدة ذبحتها ولبست جلدها، وصارت تنام في الحظيرة بعد أن نظفتها ورتبتها، ولما جاء راعي الغنم وجدها نظيفة مرتبة فقال: «أعوذ بالله من الشيطان، مين يكنس هالحظيرة؟» وحين طالع إلى داخلها رأى كائناً لا هو نعجة ولا إنسان، فخاف، فقال: «إنس والا جن يا اللي في الحظيرة» قالت أنا أجبينة.
قال: اطلعي لك أمان الله.
فلما خرجت أكرمها وقدّم لها الطعام، فطلبت منه أن يدلها على الطريق المؤدية إلى قريتها فوافق، وفي الطريق حكت له أجبينة حكايتها، فأعجب الراعي بها، وحين وصلا إلى أمها خطبها وتزوجها وعاشا سعيدَيْن.
***
رسـوم:
1 - سيرين عمر 10 سنوات.
2 - تالا محمد صالح 10 سنوات.
3 - رفل رعد 10 سنوات.
4 - زينب علي 10 سنوات.
5 - سناء حمزة 10 سنوات.
6 - رهف طه العساف 10 سنوات.
7 - شمس غريب أبو النصر 10 سنوات.