ليست جدباً أبداً تلك القصيدة التي أسميتها كذلك وكنت لما قرأتها على صفحات الحياة أدركت أنها الهدوء الذي يسبق العاصفة والربيع بعد الخريف والحنين قبل الانتظار.
تلك أسفارك حملتها على هدب العين وفي نبض القلب.. تلك أشعارك تعويذة الحياة، وسبيلك إليها، تلك سرك لمقاومة القبح بالجمال واليأس بالأمل والمستحيل بالممكن والجدب بالربيع، تلك قصيدتك التي حملتها جنباً إلى جنب مع حقائبك الدبلوماسية والوزارية، لتهيمن على الحياة ولتمنحك عطرها وألقها وخلودها.
عبد العزيز خوجة، أيها الشاعر الجميل والإنسان النبيل النادر في زمن لا ملامح له، نقرئك السلام وكل من يعرفك من أقاصي الأرض ومن عربها وعجمها، فانظر كم من يد ترتفع إلى السماء تدعو لك وكم من روح تتحول إلى أجنحة بيضاء تملأ الكون نقاءً وبياضاً لتسعد بالحياة، القصيدة تستحلف قلبك أن يكون بخير، فهيت لك، هيت لك كل هذه الأصوات التي تعرج للسماء تدعو العلي القدير أن يحفظك.
إلى عبد العزيز المنقور
في جمع غفير وحفل خصص له وفاءً وامتناناً وتقديراً، كرم تلامذة وتلميذات الأستاذ عبد العزيز المنقور أستاذهم في العاصمة الرياض، بحضور أسرته ومحبيه وأصدقائه، فكل تلك السنين التي مرت نثرتها الذاكرة لآلئ على مرأى من الماضي وفي حضن الحاضر، ليعبر أصحابها لرجل من أبناء المملكة حمل مع واجبه الوظيفي رسالته الإنسانية ليفيض بالخير وما استطاع به إلى الطلبة المبتعثين الذين هم اليوم يجتمعون عرفاناً له وتكريماً لمسيرته.
إلى صحيفة الجزيرة التي تمتلئ مكتبتي بإصداراتها التي أهديت وفاءً لمن هو باق ومن رحل وكانت لفتة تكريم وذكرى تقرع في عالم الإبداع.. إلى كل من يشارك الحياة نشيدها، ويزرع الأرض وروداً وحدائق محبة، ويرشق السماء غيوماً ومطراً، ويحمل قلبه على كفه مرآة لنقائه، لك الحياة بألقها وبهجتها والذكرى بما حمّلتها.
من آخر البحر:
لما قطف وردة القلب
نبتت في يمناه حدائق بنفسج
mysoonabubaker@yahoo.com