لا يختلف اثنان على سلوك إيران السيئ، ومحاولة زعزعة الأمن وإثارة الفتنة الطائفية في بعض الدول، خاصة في دول الخليج، فعلى سبيل المثال: دولة البحرين، عندما حدثت بها المظاهرات، وخرج الناس إلى الشوارع، وتجمعوا بدوار اللؤلؤة رافعين لافتات يطالبون من خلالها بإسقاط نظام الحكم بالدولة، كان وراء ذلك كله أياد إيرانية بزعامة أحمدي نجاد؛ فجميع من تظاهر ورفع اللافتات المعارضة هو من الطائفة نفسها التي ينتمي إليها، فإذا كنت تؤمن يا نجاد بأن المظاهرات حق مشروع للشعب البحريني فلماذا تقمع المظاهرات عندما خرج الناس يطالبونك بالتنحي؟ كل هذه المحاولات محاولات دنيئة، هدفها إشعال نار الفتنة في بلد آمن له سيادة مستقلة، ولكن ولله الحمد باءت محاولاتهم بالفشل، ولا ننسى أيضاً كشف جهاز المخابرات الأمريكية عن المخطط الإجرامي المعَدّ من قِبل إيران لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمريكية عادل الجبير حين تم فضح أمرهم، ليس ذلك فحسب، حتى في مباريات كرة القدم فعندما تأتي الفرق الإيرانية لدينا نعاملهم أفضل معاملة، وعندما تذهب فرقنا لهم يسيئون معاملتهم، ويرفع الجمهور في المدرجات لوحات معادية لأهل الخليج.
ومن جهة أخرى فإن برنامج إيران النووي مصدر قلق لأغلبية الدول، وعلى وجه الخصوص دولة إسرائيل؛ حيث تسعى جاهدة لمنع دولة إيران من امتلاك أي سلاح من هذا النوع، بمساندة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وهي بدورها تحذر وتتوعد الإيرانيين إذا ما استمروا في مواصلة برنامجهم النووي بأنه لا خيار أمامهم سوى التدخل العسكري الذي لا مفر منه.
فأحمدي نجاد رئيس الحكومة الإيرانية يقوم بالتصريحات الساخنة لوسائل الإعلام، ويتوعد بأنه في حال تعرض إيران لأي هجوم عسكري فإنه سوف يشعل المنطقة بأكملها، فهل يا ترى يقود أحمدي نجاد الشعب الإيراني إلى نار الحروب والقتل بمواجهة الدول الغربية وآلاتها العسكرية التي تفوق إمكانات إيران في جميع المجالات أم أنه يجد مخرجاً لهذه الأزمة؟ فلو تأمل نجاد هذا المثل وعرف معناه جيداً (العاقل من اتعظ بغيره) لترك تصرفاته الحمقاء التي لا تجلب على شعبه سوى الدمار والهلاك.