لا شك أن من نِعم الله علينا في هذه البلاد المباركة أن للعلماء فيها منزلة عظيمة، ومكانة مرموقة وتقديراً واحتراماً - على كافة الأصعدة - يليق بمكانتهم، وهذا - بفضل الله - هو منهج ولاة الأمر في هذه البلاد منذ تأسيس الدولة السعودية المباركة وحتى يومنا هذا، ذلك لأن هؤلاء العلماء هم مصابيح الدجى الذين يهدون الحائرين، ويرشدون السائلين، ويجلون للناس معالم طريق الهدى، وهم القدوة لنا جميعاً.
وقد عملت مع أعضاء هيئة كبار العلماء ما يربو على ثلاثين عاماً، أتنقل بين مكاتبهم ومنازلهم، فأجد منهم كل احترام وتقدير، وذلك في أثناء قيامي بتسجيل البرامج الدينية الإذاعية المختلفة معهم.
ولعل موقف أديبنا الكبير ووزيرنا المحبوب معالي الدكتور/ عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام - فيما يخص علماءنا وطلاب العلم هو ما أكبرناه له، وحمدناه له، ودعونا له من أجله، وكان له أبلغ الأثر في نفسي، ذلك أن وزيرنا - حفظه الله - قابلني قبل مدة، وذلك عند خروجه من مبنى التلفزيون، سلمت عليه، وتكلمت معه، فأخذ يسألني عن ضيوف برامجنا من أعضاء هيئة كبار العلماء وطلاب العلم، وجَعَلَ يوصيني بشدة الاهتمام بهم، وحفظ تقديرهم واحترامهم، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم، وتوفير جميع وسائل الراحة، وذلك لمعاونتهم على بذل العلم والنفع للأمة كلها، ونشر الخير للناس، وتوجيههم لما فيه خيري الدين والدنيا، وأنهم فخر لهذه البلاد المباركة.
أكبرت في معاليه هذا الشعور، وحمدت له هذه التوجيهات المباركة، وهذا الاهتمام البالغ بعلمائنا وهذا ديدنه - حفظه الله - منذ أن تولى وزارة الثقافة والإعلام، فكان بركة على إعلامنا، ونحن نشهد له - وفقه الله - أنه منذ توليه هذا المنصب، وهو يولي العلماء، وطلاب العلم، والعاملين كل اهتمام ورعاية، ناهيك عن بساطته، وتواضعه، ورقة مشاعره، ولا غرو في ذلك، فإنه أديب وشاعر. وقد قابله العلماء وطلاب العلم بمشاعر صادقة مماثلة، فهم يحبونه، ويقدرونه، ويدعون له بظهر الغيب، وذلك لما وجدوه منه من صدق أحاسيس، وتواصل دائم معهم، وتقبل للملاحظات، بل إنهم في كثير من الأحيان كانوا يحملونني له أبلغ آيات الشكر والتقدير لمعاليه.
فنحمد الله على أن حبانا بهذه النعمة العظيمة، حسن العلاقة وطيب المشاعر بين العلماء والمسؤولين.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.