امتداداً لما طرحت أمس عن ظاهرة مدير مكتب سكرتير مدير عام مكتب الوزير، فإنني اليوم سأتطرق لكيف أن الظاهرة لم تقتصر على الوزراء فقط، بل امتدت إلى المستشفيات والجامعات والمؤسسات العامة، الأمر الذي جعل المواطن ييأس من مقابلة مديري مثل هذه المصالح الحكومية.
إن إقفال مدير المستشفى الباب أمام المراجعين المرضى، ستجعل السكرتير يحيلهم إلى حيا الله موظف. والموظف يعلم أنه حين لا يقابل المديرُ المريض، فإنه لا داعي لمقابلته والاهتمام بشكواه! يعني المدير لن يشوف ولن يدري، وهذا ما يهم النسبة الغالبة من الموظفين الحكوميين! والنتيجة، ما نشهده اليوم، من تردي حالة المستشفيات، على مستوى الخدمات الصحية. فكل موظف سوف لن يهتم إلا بالحالات التي يهتم بها مدير المستشفى. وبما أن مدير المستشفى لا يفتح بابه لأحد، فإن الحالات التي ستحال على الموظف قليلة جداً، وكلها جاءت عن طريق هاتف المدير، وهو هاتف لا يعلمه إلا القلة القليلة، التي تعالج غالباً خارج المملكة!
إن الحل الوحيد لهذه الظاهرة التي أتعبت بلادنا، أن يُلزم المديرون بإشراع أبوابهم، وجعل مديري المكاتب وسكرتارياتهم يعملون في الجهات الخلفية، وليس الأمامية، لكي يستقبلوا المراجعين بعد مقابلتهم للمدير.