(ارحموا مَنْ في الأرض يرحمكم مَنْ في السماء). قالها بصوته المتقطعة نبراته من جراء التأثر والمعاناة بفعل ما صار يعانيه من شدة الألم والحسرة بسبب هروب ذلك العامل الذي بذل في سبيل استقدامه الجهد والوقت؛ لكي يكون بجانبه عوناً له بسبب معاناته تقدُّم السن والمرض، ثم ها هو يقف حائراً مما عساه سيفعل، وليس ثمة من جهة تملك القدرة على مساعدته؛ فقد أصبحت ظاهرة هروب العامل والسائق والخادمة تلقي بظلالها على الكثيرين، وإذا كان هذا المسكين يعاني فغيره كثير ممن يعانون من جراء هروب مكفوليهم دون أن يجدوا حلاً.
وبرغم فداحة جريمة الهروب تأتي فداحة استقبال العمالة الهاربة وتشغيلها من قِبل البعض جريمة أشد وأنكى، وتبقى المشكلة بلا حل، ويدفع الثمن أولئك البؤساء والمساكين أكثر من غيرهم. فيما يبقى مستقبلو تلك العمالة المخلة بالنظام بمنأى عن العقاب!
إن قضية هروب العمالة مما يجب أن يوجد لها حل، وليس أقل من أن يصار إلى تعقب المتلاعبين ممن يشغلون مثل هؤلاء، وتوقيع أشد العقوبات عليهم.
والمعاناة الناتجة من هروب العمالة لا تقف عند حاجة مثل ذلك الشيخ المريض وأمثاله وحدهم بل هناك المعلمات ممن يقضين كامل وقت النهار خارج بيوتهن، وكذا موظفات البنوك، وغير ذلك كثير ممن سبّب الهروب لهن أشد حالات التأزم والحرج مع جهات أعمالهن حين يصير الغياب والتأخير بسبب رعايتهن أطفالهن..
فهل من حل يقطع دابر تلك التجاوزات؟.. هذا ما يأمله الكثيرون، ولاسيما كبار السن والعاجزين وأولئك الموظفات.