إن ما تعاني منه الدول المتقدمة صناعياً في العالم، وكأحد الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسب البطالة في تلك الدول، ربما استخدام التقنية بطريقة أو أخرى لتسهيل الأعمال لدى الشركات الصناعية والمنشآت المختلفة بدلاً من الإنسان لأغراض عدة، منها التوفير وزيادة الربحية والإنتاجية العالية وتقيلل الاعتماد على بني البشر والسرعة في الأداء لمواكبة هذه الطفرة التقنية والسباق للاستغلال الأمثل للتقنية سواء في المصنع أو في وسائل النقل المتعددة كالقطارات أو الطائرات أو الأتوبيسات وخلافها.
بل تعدى ذلك إلى السوبر ماركت بحيث أنك تستطيع شراء حاجياتك والدفع مباشرة عن طريق بطاقات الائتمان دون الحاجة إلى كاشير.
والحديث يطول عن ما تقوم به شركات السيارات من استخدامات متعددة لما يسمى بالربتات الآلية في إنتاج السيارات ودقة في الإنتاج والمواصفات من قبل كبرى الشركات المنتجة سواء أمريكية أو أوربية أو يابانية، وهذه بحد ذاتها توظف كمية كبيرة من رؤوس الأموال والأفراد في العالم وما تعتمد عليه من صناعات مساندة.وطالما أن المملكة تعتمد على استيراد الأيدي العاملة تقريباً في معظم القطاعات سواء الصناعية أو التجارية وخلافه فربما وبالاستفادة من توظيف التقنية في سبيل توطين التقنية في المملكة الاستفادة من الميزة النوعية التي وصلت إليها الدول المتقدمة في تلك المجالات وخصوصاً الصناعية منها والتجارية بدلاً من استقدام هذا الكم الهائل من العمالة الأجنبية التي تقدر بثمانية ملايين حسب آخر إحصائية.
والأمل ما زال معقوداً بإمكانية وضع بعض الأسس والآليات المطلوبة لتوطين هذه الوظائف ورفع الإنتاجية والربحية للمستثمر السعودي وإعطاء فرصة للشباب السعودي في إيجاد فرص عمل مواتية ومناسبة -بإذن الله- في ضوء الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والتقنية والمنافسة على العالمية.
ولكن هنالك بعض المتطلبات التنظيمية والإجرائية وربما بعض الحوافز الإدارية للوصول إلى هذه العالمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- تحديد ساعات العمل وخصوصاً في الأسواق التجارية لإتاحة الفرصة للجميع بالعمل في المحلات التجارية والصناعية بما فيها المرأة طبقاً للعادات الإسلامية.
- تفعيل دور الهيئات الرقابية الحكومية لأداء واجباته على الوجه المطلوب حسب النظام.
- مساعدة المنشأة أو المصانع التي تستقطب التقنية وتوطن الوظائف للسعوديين في التسهيلات المالية وخلافه.
- إيجاد تنافسية وجوائز على مستوى الدولة دورية للمنشأة التي فازت ودعوتها إلى المحافل الإعلامية للاستفادة من تجاربها وخبراتها خدمة للوطن والمواطن.
- زرع بذرة الاستفادة التقنية في تسيير الأعمال في مدارسنا ومنهاج أسلوب حياة جديد للعلم والمعرفة في أيدي النشء الجديد.