بين يدي عدد من مجلة العرب (ج9، 10، س 18- الربيعان 1404هـ/ 1، 2 - يناير 1983/ 1984م) والصادرة عن دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر كما هو معروف، والعدد خاص بجائزة الدولة للأدب والتي منحت في ذلك العام إلى ثلاثة من رواد الفكر والأدب والشعر والاهتمام بالتاريخ هم (مع حفظ الألقاب): أحمد السباعي وحمد الجاسر وعبدالله بن خميس.
والعدد ثري ويؤرخ لمناسبة ذهبية في بلادنا وهي القرار بإنشاء جائزة الدولة التقديرية في الأدب تمنح كل عام إلى ثلاثة من الأدباء السعوديين الذين ساهموا في إثراء الحركة الفكرية والأدبية في المملكة على ألا يقل سنه عن خمسين سنة، كما صدر الأمر السامي بتشكيل لجنة عليا للجائزة برئاسة الرئيس العام لرعاية الشباب وعضوية خمسة من رجال الفكر والأدب، وتتولى هذه اللجنة رسم السياسة العامة للجائزة وإقرار أو تعديل النظم الداخلية الخاصة بالجائزة، ورفع نتيجة الفائزين بالجائزة إلى الملك للمصادقة عليها.
كما حوى العدد موضوعات شتى عن الجائزة، ومقابلات مع الفائزين وتطلعات وأماني العديد من الأدباء والمهتمين، وتضمن أيضاً الإشارة إلى الموافقة السامية بإنشاء المجمع العلمي اللغوي في الرياض، وتطلعات أخرى للمرأة السعودية ومطالبات منها إنشاء وزارة للثقافة.
ما الذي تحقق ونفذ من ذلك التاريخ، وما الذي لم يتحقق وهذا السؤال وسؤال آخر يلح في ذهني وآمل أن تهتم به الرئاسة العامة لرعاية الشباب ألا وهي (الجائزة) ولا أقصد بها جائزة الدولة للأدب، بل جائزة الشباب، الشباب الذين هم أثمن ثروات المجتمع وعدته المستقبلية، بحيث ترصد جائزة للشباب من هواة الأدب واليافعين من الشباب ممن شرعوا في المضي قدماً في اختيار الكتابة والممارسة الأدبية سبيلاً للتعبير ورؤية العالم، أولئك المهتمين بالتاريخ أو الجغرافيا أو أي شكل من أشكال المعرفة الإنسانية، أو من أثبتوا أنفسهم في أي ميدان من ميادين الأدب أو الثقافة، وأعتقد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدورها الناضج والمعاصر حالياً ستتيح المجال من خلال هذه الجائزة إلى وضع تقاليد راسخة للثقافة والأدب المناسبين لجهود الشباب، وهي من خلالها أيضاً ستقوي الإحساس بالمسؤولية الوطنية والإعلاء من قيمة العمل الوطني مما يعزز نزعة الاعتماد على الذات وشحذ الذهنية العلمية والمساعدة على خلق فكر شبابي واع يوضع في مساره الصحيح.
الأمل أن يجد هذا المقترح قبولاً.