لقد تعوَّد أبناء هذا الشعب الوفي أن تأتي القرارات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله معبرة عن حكمة القيادة وسداد رأيها، ويُعد نظرتها التي تضع مصلحة الوطن والمواطن في الدرجة العليا عند اتخاذ القرار في مختلف مستوياته، وفي مختلف مجالاته، وهذا مصدر من مصادر اعتزازهم بقيادتهم، والتفافهم حولها وسعادتهم بقراراتها.
وهذا هو سر السعادة البالغة التي تحركت بها القلوب، ونطقت بها مشاعر أبناء المملكة حين اختار خادم الحرمين الشريفين الأمير الهمام أمير الوفاء سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع، ليبدأ سموه الكريم مرحلة جديدة في مسيرة عطائه، ورحلة وفائه المعروفة في تاريخ الوطن وليضيف إلى سجله الحافل بالعطاء، ونموذجه الفريد في الوفاء إضاءات جديدة وجهوداً موفقة ومواقف بناءة في ميادين الخير والبناء.
لقد بدأ مرحلة جديدة في مسيرة الوفاء يبدؤها أمير الوفاء في موقع جديد يحظى بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حين تم اختياره وتعيينه وزيراً للدفاع، ليضيف إلى سجله الحافل بالعطاء، ونموذجه الفريد في الوفاء إضاءات جديدة وجهوداً موفقة -كما هو الحال في مسيرته المعطاء- ومواقف بناءة في ميادين الخير والبناء.
لقد بدأ صاحب السمو الملكي وزير الدفاع حديثه لمنسوبي الوزارة حين التقاهم في أول يوم بملمح إنساني من وفائه المعتاد الذي اتسم به شخصه الكريم فأكد على أن الراحل الكبير الذي افتقده الوطن سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- سيظل باقياً بين أبناء القوات المسلحة «قولاً وعملاً وسلوكاً وحسن خلق فقد عاش في الجيش ومع الجيش وللجيش»، وهذه هي صفات القائد الإنساني الناجح حين يتولى مهام منصب جديد أو موقع مسؤولية في حجم وزارة الدفاع، ذلكم هو سلمان بن عبدالعزيز الذي ضرب النموذج في الوفاء والدروس في التفاني والعطاء وأصبح رمزاً في سماء الخدمة الإنسانية على الصعيد العالمي والعربي والإسلامي، ذلكم هو وزير الدفاع الذي عرفه الجميع إنساناً صادقاً قبل أن يكون مسؤولاً بارعاً، حكمته في الإدارة معروف بها، وحزمه في الحق مشهور عنه، ونجدته للضعيف وذي الحاجة لا تحتاج إلى دليل أو برهان، ودقته وحرصه على الوقت والاستفادة من دقائقه هي سمته وميزته في عالم الإدارة، واهتمامه بمصالح الوطن وأبنائه هو ديدنه وهمه عند لقاء المواطنين أو اجتماعه بالمسؤولين، وسهره على راحة أبناء الرياض وسعادتهم على مدى توليه إماراتها صار مضرب المثل لدى القاصي والداني، وما شهدته الرياض من حضارة ونهضة وتقدم عمران جعلها حاضرة العرب، ومقصد الزعماء مكتوبٌ في سجل إنجازاته المعاصرة التي بذل من أجلها كل وقته وفكره وجهده حتى تسنمت رياضنا ذُرا المجد وأصبحت زهرة ودرة العواصم العربية.
ذلكم هو سلمان بن عبدالعزيز نموذج فريد في الوفاء والعطاء، حظيت به وزارة الدفاع وزيراً باختيار وتعيين من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله الحريص على أن يجعل الرجل المناسب في المكان المناسب بما يتحلى به من صفات، وما يتسم به من سجايا يأتي في مقدمتها الوفاء في أنصع صوره، والدقة والحرص على العمل الدؤوب المخلص في أسمى معانيه، لقد تجلى ذلك بصورة واضحة حين قال سموه الكريم لمنسوبي القوات المسلحة «بقدر هذا التكليف الذي أعده شرفاً عظيماً وتكليفاً جسيماً ولا سيما أنه يأتي من بعد رجلٍ عاصر المهام العظام، ولكنني وبحول الله تعالى سأجتهد بكل ما استطعت معتبركم جميعاً عوناً لي...».
وهذا هو الوفاء، وذلكم هو التواضع المعروف في شخصية أمير الوفاء الذي تسلم مهام هذا الموقع الجديد في وقت يدرك الجميع حجم التحديات التي تُحيط بالوطن، والأزمات التي تمر بها بلاد من حولنا، ولكن في ذات الوقت نؤمن ونثق أن حكمة القيادة الرشيدة في هذا الاختيار الموفق ستجعلُ من المواصفات التي يتحلى بها وزير الدفاع إضافة قوية فاعلة إلى الرصيد القوي للقوات المسلحة السعودية التي نفخر بها ونعتز بما وصلت إليه من قوة وردع وتدريب.
وها هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في مكانه الجديد، ومع نائبه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان وأبناء وقادة القوات المسلحة الباسلة سيحققون على أرض الواقع ثقة ولي أمرنا وولي عهده الأمين وشعب المملكة الوفي وسيخطون ملاحم البناء والعطاء والوفاء.
فهنيئاً لأمن الوطن بأمير الوفاء وزيراً للدفاع، وحفظ الله قادتنا ووطننا ووفقنا إلى ما فيه صالح الإسلام والمسلمين.