يزهد كثير من الشباب في مجالسة كبار السن وسماع حديثهم، ويؤثرون الانشغال بوسائل التقنية الحديثة في حضرتهم، وهذا من الخلل الذي يحسن التنبيه إليه، لذا رأيت أن أكتب ما أرجو نفعه للشباب، إذ لمجالسة كبار السن من الفوائد الشيء الكثير منها: أولاً: الإفادة من المعرفة التي حصلوها في حال صِغرهم وكِبرهم، وخصوصاً أنها لم تكن علماً مكتوباً يُدرّس، إنما تؤخذ المعارف التي حازوها بالمشافهة غالباً، ثانياً: التعرف عن قرب للحياة التي عاشها أولئك الآباء بحلوها ومُرّها، ثالثاً: الإفادة من الحكم والأمثال وشواردها التي لا يعرفها الكثيرون سواء من عامة الناس أو من حملة الشهادات. رابعاً: الإفادة من القصص التي يوردونها والتي فيها من تربية النفوس وتهذيبها الشيء الكثير. خامساً: معرفة الصلات الاجتماعية ووصل الأرحام والبر بالآباء في زمنهم، مما يتبين لك قوة الترابط الذي بينهم. سادساً: استلهام الدروس التربوية التي كانوا يتمتعون بها للإفادة منها عصرياً. سابعاً: إلقاء الضوء على شيم الرجال ونبل الأخلاق التي تمتعوا بها. ثامناً: وفي مجالسة كبار السن تذكير بالله حيث لن تخلو مجالسهم من موعظة أو نصيحة ينتفع بها، ومن الأهمية بمكان في التعامل مع كبار السن مراعاة ما يلي: أولاً: توقيرهم واحترامهم. ثانياً: عدم السخرية بهم. ثالثاً: عدم تجهيلهم ولو أنك ترى فيما قيل خطأ، بل ينبغي معالجة الخطأ بأن تقول الصواب بحكمة ورزانة، ولن تُعدم قربهم وقبولهم. رابعاً: أن تشكرهم على ما أفادوك به وتدعو لهم. خامساً: أن تعاملهم كالآباء ليعاملونك كالأبناء. سادساً: أن تتعاهدهم بالزيارة والسؤال عن حالهم وعيادتهم إذا مرضوا. سابعاً: أن تتلطف في العبارة معهم.. ثامناً: أن تكون مستمعاً إليهم أكثر من أن تكون متحدثاً. تاسعاً: الصبر على بعض الألفاظ الجافية إن صدرت من أحدهم، وليكن صدرك رحباً. وختاماً فاحرص أيها الشاب على مجالس كبار السن وأنا لك ضامنٌ بالإفادة منهم، وسوف تتمنى لو تقدمت في مجالستهم، واعلم وفقك الله ورعاك أنَّ العلوم التي حصَّلوها والخبرة التي اكتسبوها في صناديق مغلقة ولا يُنفذُ إليها إلا بمفتاح وقليلٌ من يملك ذلك المفتاح.
خطيب جامع بلدة الداخلة في سدير
Mashri22@gmail.com