سبق أن طالبت أكثر من مرة، بالوقوف أمام أحوال بعض المؤسسات التي قرأنا أو سمعنا عنها قصصاً تتعلق بالفساد، التي حينما طفح الكيل بالدولة، قامت بتغيير القيادات فيها. وكانت مطالبتي تتعلق بالعودة إلى الوراء، واستدعاء من كانوا سبباً في هذا الفساد المالي. وذلك لأن الأموال التي نُهبت، هي من المال العام، وهذا المال لا تسقط المطالبة فيه بالتقادم، ولا بخروج الذي نهبوه من الخدمة!
أعرف أن هيئة مكافحة الفساد، ستهتم بالواقع، أكثر من اهتمامها بالماضي، ولكن مبادرات من هذا النوع، سترفع من أسهم الهيئة، لأنها ستسترد أموالاً قد يكون لا حصر لها. فقد تكون هناك مؤسسات عبث بعض الإداريين بمواردها عبثاً لا حدّ له مما جعلها في حال يُرثى لها. والأكيد أن هؤلاء لم يكونوا يخافون من أحد، بل كانوا يضعون أصابعهم في عيون كل من يجرؤ على الكلام، إذ لم تكن هناك هيئة ولا ما يحزنون. واليوم، حينما انفتحت العيون، نقول يا رب، أن مثل هؤلاء سيختفون أو يخافون.
إن حماس القيادة لوضع هيئة مكافحة الفساد في موضعها الصحيح، في مواجهة كل الفساد الفردي والفساد المؤسساتي، يجعلنا نحن أيضاً في موضع المسؤولية لاقتراح كل ما يسهم في تحقيق النزاهة الذي يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.