كيف تنظر إلى نفسك بعد «30 سنة»؟!
إن أطال الله في عمرك ستصبح: «مُسناً», أفنيت حياتك في «محاولة» اللاحق بأحلامك و»تحقيقها»، قد تُعاني الوحدة، فمن عشت «لأجلهم» من «الأبناء والبنات» إلا من رحم الله، يتنكرون، ويتحججون بمشاغل الدنيا وتغيّر «ظروف الحياة»، أغلب الوقت تتذكّر ما قمت به لأجل «مجتمعك»..»وظيفتك».. «وطنك».. ولكن..؟!
لا أحد يأبه «لشيخوختك»!
إنّها «حقيقة مُرّة» يعيشها «كبار السن» بيننا اليوم، قد يختلف معي البعض حولها, فأنا أعلم أنّ «ديننا الحنيف» كفل رعاية الكبير واحترامه, وأعلم أنّ «شِيَمنا العربية الأصيلة» ترفض التنكّر لهم.. وأعلم أن مُجتمعنا «مُتراحم» و»مُترابط».. وقد يقول لي قائل: إنّ من تتحدث عنهم «شواذ» و»حالات فردية».. لا بأس, كله ماشي..!
لكن هل لدينا «قوانين» و»أنظمة تنص وتكفل «مزايا لكبار السن» في المجتمع؟!
لا أحد يُنكر دور «الضّمان الاجتماعي» و»الجمعيات الخيرية» وإن كانت «غير كافية» مع ظروف المعيشة القاسية والمُتغيِّرة لهذه «الفئة الغالية»، ولكن هل يوجد لدى «وزارة الشؤون الاجتماعية» مثلاً «إدارة مُتخصصة» كما في بعض الدول الأخرى تعترف «بقيمة» المُسن وتكفل التعريف به والمطالبة بحقوقه بين مؤسسات المجتمع..؟!
لماذا لا تُخصص مُميزات «لتكريم» من «أمضوا حياتهم» في «بناء الوطن»؟! لمَ لا نحترم شيخوختهم؟! ما المانع من «منح «كل من تجاوز «سن معينة» بطاقة مُسِن، تمنحه وتضمن له «ما نسينا» أو «تناسينا» من حقوقه «كحق» لا «كشفقــه» و»إحسان»؟!
لمَ لا يُمنحون حق «الخدمة العاجلــــة في البنـــوك», و»المُراجعات الحكومية»و»المستشفيات» وغيرها من «الطوابير التي تقصم «ظهر الشاب» فكيف بغيره»؟!
لمَ لا يُمنحون تخفيضات أو يُعفون من «قيمة الرسوم» من القطاعات الحكومية والخاصة، من الواجب «تمتعهم» بتخفيضات في سعر «التذاكر» من الخطوط السعودية, بل من حق «المُسن» أنّ «يُمنح»رحلة سنوية «مجانية» من «الناقل الوطني» تكريماً له، وتخفيضاً في «سعر الأدوية»، وخصومات في «المُنتجات الغذائية» من المولات والمراكز التجارية؟ لمَ.. ولمَ.. ولمَ..؟!
إنهم يستحقون «التمتُّع» بيننا «بحياة كريمة» فيما بقي لهم من «سنين مُقبلة» في هذه الدنيا، حتى لا يتحسّروا على «سنين «لم يقضوها في مجتمع «يقدّر المُسِنَّ» حتى لو لم يكن له دين..!
الدور منوط «بالقائمين» على الجمعيات والمؤسسات الحكومية والخاصة لتفعيل مثل هذه «المبادرات» فوراً!
حتى لا يشعروا هم غداً «بحجم» المعانات, عندما يُصبحون «مُسنين» و»مُسنات»..!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net