|
المدينة المنورة – إلهام محمود
تعد محافظة مهد الذهب إحدى أكبر المحافظات التابعة إدارياً لمنطقة المدينة المنورة، وتقع جنوب شرقي المدينة على بعد 260 كم. وسر هذه التسمية مستمد من «المَهْد» بمعنى المكان المرتفع الضلع أو الجبل وهي مدينة من مدن مطير القديمة جداً والتي تزخر بأغلى معدن وهو الذهب، عرف في العصور القديمه بمعدن سليم وقد ازدهرت بشكل كبير في العهد السعودي، حيث افتتح المنجم بشكله الحالي في عهد المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز. في 17-7-1403هـ يبلغ إنتاجه سنوياً منجم 3500 كيلو جرام من الذهب الخالص، إضافة إلى باقي الموارد المعدنية. الجدير بالذكر أن أول مصباح كهربائي أضاء في الجزيرة العربية كان في منجم مهد الذهب، وضرب منها أول ريال سعودي.
وتحتضن المهد أقدم وأكبر مناجم الذهب بالمملكة، وأكبر مناطق البازلت القلوي في العالم، ويوجد فيها بقايا قصور هارون الرشيد والمتوكل، والمقتدر، وما بنوه من مساجد وما حفروه من آبار، كما يوجد بها درب زبيدة الذي وصل الكوفة بمكة المكرمة ثلاثة عشر قرناً من الزمن ويمر بها الحجاج وكانت أول منازلهم. وهي أرض الشاعرة الخنساء رضي الله عنا حيث تغنت بأرضها وجبالها ووصفت بطولات أخيها صخر في مرابعها حيث وصفت أخاها صخر في شموخه وقوته بـ (جبل العلم) حيث قالت:
وإن صخراً لمقدام إذا ركبوا......وإن صخرا إذا جاعوا لعقار
وإن صخراً لتأتم الهداة به......كأنه علم في رأسه نار
وهو أعلى جبل في المهد ويرى من مسافات بعيدة يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 1197 متراً كعلم بارز يهتدى به.