مع أنني -أجلكم الله- يا قرائي الأعزاء لا أهتم إطلاقاً بنوع الحذاء ولا ماركته ولا سعره أيضاً لأنني قضيت جل طفولتي وجزءاً من شبابي (حفيان كحيان) وذلك لأنني مقتنع أنه الحذاء مجرد حذاء لا أكثر سواء صنع من الذهب أو (ثفنه) الناقة أو كان جلده جلد أفعى أو جلد ضبع أو جلد سبع بل وحتى لو كان من جلد نمل!!
وأذكر في هذا الصدد -عرضياً- لا لزوم له أن الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي نظر يوماً وباستعلاء إلى حذاء الرئيس حسني مبارك وقال له بعنجهيته المعروفة (مبارك الحذاء) أهو من جلد إيش؟
فحبكت النكتة مع الرئيس مبارك فالتفت إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وقال دا من جلد (أسد) (!!) فقال القذافي مردفاً إذن (حافظ) عليه!! أقول -عفواً لهذه الشطحة أيها الإخوة القراء فهكذا زعماء هم الذين أوصلوا شعوبهم بل والشعب العربي كله إلى هذه (البلاوي) المزرية التي تنصب على رأس المواطن العربي في هذا (الصقيع) -لا الربيع العربي-!
وأقول عفواً مرة أخرى لأنني كنت أود الحديث عن تصدي جمرك ميناء جدة لتمرير كميات من الأحذية المقلّدة لماركات عالمية مشهورة عددها 15 ألف قطعة وهنا أتساءل -كيف يفرق الناس بين الحذاء التقليد والحذاء الأصلي، بل كيف استطاع رجال جمارك جدة أن يقبضوا على هذا الغش الخفي بينما تملأ الأسواق القطع المقلدة لقطع غيار السيارات.
وبمناسبة الحديث عن الغش والغشاشين الذين (يخافون ولا يختشون) كما يقول إخواننا أهل مصر فإن صحفنا الصادرة في الأسبوع الراهن تطفح بأخبار الغش والفساد مثل القبض على متلاعبين بأسعار الأسمنت ومصادرة عشرشاحنات كان يقودها عمال هربوا من دوريات التفتيش لأنهم لا يحملون إقامة شرعية في البلاد والأخيرة مخالفة مضاعفة أيضاً.
كما اكتشفت هيئة الغذاء والدواء أن أكثر من 50% من موردي وموزعي الأجهزة الطبية في السوق السعودية لا يملكون تراخيص!!
وكذلك كشف مدير جمارك مطار الملك فهد الدولي يوسف الزاكان أن الجمارك هناك ضبطت 78 مليون قطعة مقلدة ومغشوشة خلال العام.
يبقى القول أخيراً: إننا نشد على أيدي رجال الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والتي تواصل هذه الأيام نشر إعلانات شعارها (معاً ضد الفساد) وتدعو المواطنين إلى محاربة الفساد معها والإبلاغ عنه، لأن ذلك واجب ديني، ونضيف نحن بل هو وطني أيضاً وها نحن أول المعاضدين لكم ضد الفساد والغش وسوء الضمير.