لأن الأخبار لا تُكتب ولا تنشر إلا لتكون وسيلة للتعريف، والإحاطة، والإبلاغ.. سواء عن أحداث، أو قرارات، أو مواقف.. بجدية ما تحمله من خبر، أو طرافة ما تحمله من حدث، يرتبط مضمونها بأشخاص أو أفراد.. كما هو معروف لكل المتلقين لها.. وأن يكون الخبر عن وزير يسلك ما ينبغي أن يسلكه كل ذي مسؤولية وضمير، فإن الخبر هذا عندما يتصدر الصفحات الأولى فهو ينم عن أهمية مضمونه، إما للعبرة، والنمذجة، وإما للتباهي والإعجاب، وكلاهما ينضويان على غاية..
في عدد أمس خبر تصدر الصفحة الأولى في الجزيرة الإلكترونية بصفحتها الاقتصادية، يحمل غاية عظمى، لرجل بادر بما يتوقع من مسؤول نموذجي في سلوكه، المنم عن وعيه، وتبنيه أهم قواعد منهج العلاقة بين الراعي والرعاة، والقائد وفريقه، وذي الضمير ومن حوله ومعه.. الخبر يقول: إن وزير التجارة اجتمع في مسجد الوزارة بجميع منسوبيها، في صلاة الظهر، ثم بعدها خاطبهم بما لا يجعلهم ينفضون عنه، بل بأسلوب راق، بمضامين هادفة، تشرح سلوكه البيِّن في العمل الممحور بحكمة في الصدق، الجهد، الأمانة، وجعل معقد ذلك التقوى، وأول علاماتها الظاهرة أداء الصلاة في وقتها جماعة، لكل من شهدها في الوزارة؛ إذ أعاد كل نجاح، وفلاح لعمله وعملهم إلى طاعة الله؛ فهي معقد الغاية، وقناتها..
هذا الوزير يتخذ أنجع السبل وأرقى النهج؛ ليكون عمله خالصاً لله، ومن ثم فإن مرتجى الفلاح هو وعد الله تعالى بالإجابة..
مثل هذا السلوك من الدكتور توفيق الربيعة يجعل غاية الخبر ذات هدفَيْن: الأول: نموذجية مسلكه ونصاعته، ومن ثم جعله قدوة حسنة لمنهج المساواة على الترتيب في المسؤولية. والثاني: الإعجاب بهذا النموذج..
في الوقت الذي لم يعد موجوداً مثله بين الكثير, بل الأغلب ممن هم على مقاعد المسؤولية؛ إذ لا يكفي أن يعمل الإنسان دون أن يجعل من فريق عمله حزاماً يتأطر به، وسواعد تشد عضده، وقلوباً تخفق بتقوى الله، والخوف منه..
بإيجاز، فإن مَنْ يجعل تقوى الله مبدأه يجعل الله تعالى له مخرجاً واسعاً من الفلاح، والتوفيق والسعادة والمردود المبارك..
وهبه الله توفيقاً من اسمه.. وجعله قدوة ناصعة.
ولقد كان الخبر أجمل ما سرَّت به نفسي صباح أمس.. وأتمنى أن نقرأ عن نماذج مشرقة مثله.