يتقاضى كتّاب الرأي مكافآت جزلة، تتفاوت بين كاتب وآخر، لكن في المتوسط العام سنجد أنّ مكافأة الكتّاب تتفوّق على زملائهم الصحفيين، لكن كتّاب الرأي في الصحافة السعودية ليسوا أعضاءً في هيئة الصحفيين السعوديين..!
الصحفيون السعوديون الذين يعملون في المحطات التلفزيونية والإذاعية والصحف الإلكترونية، حتى تلك المواقع الإلكترونية، المعترف بها من قِبل وزارة الثقافة والإعلام ليسوا أعضاءً كاملي العضوية في هيئة الصحفيين السعوديين !.
وهنا من الممكن فهم لماذا عدم اعتراف هيئة ليس لها موقع إلكتروني جاذب ومفيد على الإنترنت بالإعلام الجديد!
الهيئة وهي كما يفترض من أهم مؤسسات المجتمع المدني، لا تلتزم بأبسط مهمّاتها مثل الاجتماع حسب المواعيد المقرّرة في اللائحة!.
الهيئة التي أصبح يُنظر إليها كنادٍ للمطبوعات وممثلة لها، وليس للمهنة وتطويرها ومنسوبيها، بل قد تسجل ضمن موانع تطوير المهنة، لأنها لم تكن ممثلاً حقيقياً للصحفيين، بل إنها تمارس دوراً غريباً ومتناقضاً كونها الخصم والحكم في وقت واحد، وهو ما يفسّر التعليقات والمقالات التي تُنشر من صحفيين حول ظلم تعرّضوا له في وظائفهم أو قصور حلّ بهم عبر أسماء مستعارة أو بحروف أولى، كما التقارير التي تنشرها مواقع إلكترونية مرموقة. مما يجعل الموضوعية غائبة في الأداء والمهنية.
وهو ما اعترف به الزميل الأمين العام (ولا يضير من يبحث عن الحقيقة ويرغب الإسهام في البناء الحقيقي أن يأتي للهيئة ويناقش أو يشترك في أعمالها، أو ينتقد خدماتها باسمه الصريح دون التخفي خلف رموز مجهولة.)، وهو ما يعكس حالة الخوف من السلطة المطلقة للصحف على هيئة الصحفيين، وبالتالي التأكيد مجدداً على ضعف الموضوعية التي تتمتع بها الهيئة في تركيبتها الحالية.
الملفت أنّ الدكتور عبد الله الجحلان بعد أن شكر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، على مواقفه الجيدة مع الهيئة، طالب أن تسهم الوزارة في دعم الموارد المالية للهيئة لتستطيع أن تستكمل تنفيذ أهدافها. والوزير في تصريح سابق أكد على استقلالية الهيئة، فقد قال الدكتور عبد العزيز خوجة، عندما سُئل عن هيئة الصحفيين السعوديين: «قناعتنا كبيرة بأنّ هيئة الصحفيين السعوديين هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني، وعليها أن تتحرك بحرية كاملة في مجال عملها ونشاطها على المستويين المحلي والخارجي».
نعتقد أنه وببعض العمل والتجديد والإبداع والمشاركة، يمكن أن ترفع مداخيلها المالية في نفس الوقت الذي تقدم فيه نشاطات وفعاليات حقيقية ومفيدة، دون استجداء، لا يعبّر عن استقلالها كمؤسسة مدنية راقية، ولنا أن نشاهد نشاطات شخصية لنوادٍ إعلامية قامت بمبادرات إعلامية شابة في الرياض وجدة - مثلاً -، حققت حضوراً وتفاعلاً لم تستطع الهيئة أن تحققه في مبناها الكبير الفارغ بحي الصحافة بالعاصمة الرياض.
أختم بملاحظة لطيفة للرشيق إبداعاً الزميل محمد الرطيان:
(هل تعلم أنّ أول بيان في تاريخ هيئة الصحفيين السعوديين هو إدانة الاعتداء الآثم على الصحافية اللبنانية مي شدياق؟
هل تعلم - عزيزي القارئ - أنه آخر بيان أيضاً ؟!.. أقسم بالله.. ما أمزح !)).