من الطبيعي جدا أن نتساءل وبلهفة وفرحة عن سر عودة نادي الأهلي- بعد سنوات طويلة جدا من الجفاء- للتنافس على بطولة الدوري السعودي.. إنه تساؤل يجبرك على التمعن والاستمتاع الفطري لمعنى التعلم الإداري والاحترافي فالأهلي استفاد من كل عثراته - آمل أن يستمر- ورمى بكل أدوات الفشل مثل اتهام التحكيم والحظ ومشاكل اللاعبين وتغيير المدربين وجلب أجانب فاشلين لينجح أخيرا في رسم سياسة الهدوء واللعب من أجل الفوز ولا غيره مع احترام كل الخصوم ولهذا جنى نجاحا عمليا لا دخل للحظ فيه وهو لغاية الآن أنموذج جيد للأندية السعودية وأتمنى أن لا يعيده أي حدث هنا أو هناك للمربع الأول كي لا يسقط من جديد..!

في المقابل يواصل نادي النصر سقوطه المخجل الممتد منذ سنوات إذ لم يستطع مسيروه أن يقطعوا فيه مسافة من النهوض ليبقى حبيس آهات المشاكل والتحكيم ومشاغبة الآخرين واتهام اللجان وبينما الفرق تتطور يسقط النصر يوما بعد آخر.!!

لم يعد اتهام الحكام حتى وأن تم إحضار الواسطات لمنتجتها من قبل التلفزيون للإفلات من العقوبة ينطلي على الجمهور النصراوي الذي انخدع بجيل إداري يدور في فلك واحد منذ تأسيسه وإن حصل تغيير فحتما يوأد في محله..!!

الفارق بين الأهلي والنصر شعره.. وأعني بها الفكر فالأهلي كان يشابه النصراويين كثيرا من حيث الصراخ والاتهامات وكان يأكل الحسرات في كل مكان فلما تغير الفكر -ليس شرطا الأشخاص- تغير الأهلي فيما بقي النصراويين أسرى لثقافة (الهواء والشمس علينا)..!!

أتحدى أن يعود النصر للبطولات بهذا الفكر السلبي وإن عاد في مباراة أو اثنتين فهي ببركة الرب الذي يرحم عباده..!!

قبل الطبع:

سمعة المرء كالظل، تكون هائلة الظل حين تسبقه، وصغيرة جدا حين تتبعه.