المشهد العام في مجتمعنا يدعو للتأمُّل، ورصد المستجدات، والمفارقات،.. في شؤونه جميعها..
من حيث يفرح المتأمِّلون، يحزن المتفكِّرون..
تبادرهم الأسئلة بمخالبها الناهشة في قاع الطمأنينة..
فهناك الكثير مما يبشر بفرح..
الكثير الكثير مما يلوِّن المشهد بالأمل، ويصوِّر المستشرف بصور ناصعة، من حيث ما يُنتظر من زيادات في الوعي، والتنظيم، والمعايير، والحدود, والحقوق، والعلم، والعمل، والمعيشة، والإبداع، والإنتاج بكلِّ أنواعه، ومجالاته، أي التنوُّع في حصاد ما بعد المشهد الراهن..
وهناك الكثير مما يقلق..
الكثير الكثير في المشهد ينمِّي التوجُّس، ويزجّ بكل أمل في أغلال القلق، لما سيكون من حصاد المزالق التي تعبر بها القيم تحديداً, وتصور الآتي بنتاجها كمتغيّرات خاسرة في أبنية عديدة، نشهد بوادرها في سلوك عام، وفئوي، وفردي..
إنّ أهمّ الأبنية التي نأمل أن يأتي حصاد المرحلة بالنجاح في دعمها، وثباتها، وتطوُّرها هي التي تبدأ من الإنسان، وتنتهي إليه، نضجاً في الوعي، امتداداً في العلم، والعمل، والإنتاج، والعطاء، وثباتاً في القيم، وترسيخا للدِّين، والأخلاق، والسلوك..
كما إنها هي ذاتها التي نأمل ألاّ يأتي حصادها خسائر في أبنية هي قواعد النجاة، والفلاح..
ليس على واجهة التراب، ومن ثم فيما بعد تحته، وإنما هناك يوم العرض الأكبر..
يوم يكون المشهد أعظم، والأماني ليست في الأيدي, والوقت اختبار...
يوم تعود الأسئلة إجابات تنهش بحسرة..
ولا يكون في القدرة أن يعود لأمل أو أمنية أو عمل..!!