|
الجزيرة - ندى الربيعة
أكد أكاديمي أن أغلب الأعمال الريادية بالمملكة عبارة عن نسخ لأعمال قائمة، وقال عميد كلية الاقتصاد بجامعة اليمامة الدكتور فهد العليان: من النادر أن نسمع أو نشاهد مشروعا انطلق من فكرة إبداعية غير مسبوقة قادرة على تلبية احتياجات ورغبات المستهلكين، لافتا إلى أن السبب الرئيس يكمن في عدم تبني المشاريع ذات الأفكار الإبداعية لتلافي المخاطر المحتملة التي غالبا ما تكون عالية نسبيا في مثل هذه المشروعات لذلك نجد الأعمال المتوسطة والصغيرة في مدننا وقرانا هي عبارة عن نسخ مكررة.
واستعرض الدكتور العليان الدراسات التي تناولت التحديات التي تواجه المشاريع والأعمال المتوسطة والصغيرة في الدول الصناعية المتقدمة والأقل تقدما، وخلصت إلى بعدين أساسيين وهما نقص الموارد المالية، وعدم وجود استراتجيات تسويقية أو الإخفاق في التنفيذ الصحيح للاستراتجيات إن وجدت، أما عن التحديات التي تواجه ريادة الأعمال بالمملكة، التي لم يسلط عليها الباحثون الضوء فهي ضيق الأفق الريادي وعدم القدرة على اكتشاف الفرص الاستثمارية الكامنة في الاقتصاد السعودي وأيضاً عدم الرغبة والمقدرة على تحمل المخاطرة وكذلك نقص الخبرة العملية في إدارة وتشغيل المشروعات، إضافة إلى أن سيطرة العمالة الوافدة على مجمل الأعمال المتوسطة والصغيرة يعتبر عاملا مهما، كذلك عدم القدرة على الفصل بين المال الخاص ومال المشروع والرغبة في التوسع والنمو السريع دون أن تكون هناك دراسة كافية.
وأشار الدكتور العليان إلى إحدى الدراسات التي قامت بها طالبة ماجستر إدارة الأعمال من جامعة القصيم أثبتت أن أكثر من 40% من الأعمال المتوسطة والصغيرة التي أنهت أعمالها كانت بسبب الرغبة في التوسع السريع, وذلك لعدم تمكن إدارة المشروع من اكتساب الخبرة الكافية لإدارة المشاريع الأكبر حجما، وكذلك عدم المقدرة على تبني استراتجيات واضحة تحدد الأسواق والمنتجات التي يجب التوسع بها إضافة إلى عدم الحصول على الموارد المالية والبشرية، وكذلك تخصيصها التخصيص الصحيح.
ونوه الدكتور العليان على دور المنتديات الاقتصادية وورش العمل ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بمشاكل الاقتصاد السعودي «دائما ما تؤكد على أهمية دور منظمات الأعمال المتوسطة والصغيرة لأنها تشكل العمود الفقري لأي اقتصاد فهي تشغل ما يفوق على 80% من قوة العمل في أغلب الاقتصاديات العالمية.
من جانبه قال المحلل الاقتصادي عبد الله البراك إن ريادة الأعمال تواجه مخاطر نقص التمويل وعدم قدرة بعض الأنظمة الحكومية على دعمهم عند انطلاقتهم، مشددا «من المهم أن يلقى شباب الأعمال اهتماما أكبر من الجهات الحكومية الرسمية وبأعلى المستويات لخلق جيل جديد قادر على دفع عجلة الاقتصاد في المستقبل بطرق أكثر تقدما وإبداعا، وذكر البراك أن شباب الأعمال أيضا يعانون بعض جوانب الضعف» تحتاج للتطوير وإعداد برامج تدريبية كالقدرات الإدارية، وتقوية مهارات الاتصال مع الآخرين عملاء وموردين، وإلحاقهم ببرامج التقنية في إدارة المشاريع الصغيرة.
من ناحيته يقسم عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري التحديات التي تواجهها تلك المشاريع، إلى شقين أولهما ما يتعلق بالبيئة الداخلية لتلك المشاريع، والآخر يتعلق بالبيئة الخارجية أما بالنظر لمستوى التحديات الداخلية، فهي تعاني من ضعف المهارات الإدارية إذ يغلب عليها خضوعها للنمط الإداري القائم على «المدير المالك» غير المؤهل، ويتحكم بجميع القرارات بالرغم من افتقاره إلى الخبرة والدراية بطبيعة الحقل الإنتاجي الذي تعمل فيه منشأته الجديدة، أيضاً اتباع السياسات غير المدروسة إذ تعاني تلك الصناعات من افتقار قراراتها الإدارية والإنتاجية والتسويقية إلى أي دراسات تخطيطية، الذي أوقعها فيما بعد في مشاكل وتعقيدات غير محسوبة العواقب والتكاليف، أدّت في كثير من الحالات إلى إفشالها وإسقاطها.
وبالنسبة للتحديات الخارجية فهي تكمن في مشكلات التمويل وعدم وجود مرونة الحصول على القروض والتسهيلات المصرفية اللازمة، بسبب عدم مراعاة المصارف التجارية لنوعية وطبيعة مثل هذه المشاريع المبتدئة، هذا بالإضافة إلى التعقيدات البيروقراطية التي تصاحب طلب تلك الصناعات الناشئة للحصول على قروض من الصناديق التنموية الحكومية، واحتكار الكيانات التجارية والصناعية الكبرى في القطاع الخاص لأغلب القروض والتسهيلات المالية الممنوحة من تلك الصناديق، الذي جاء في أغلبه على حساب دعم تلك المشاريع الناشئة.
ويناقش منتدى التنافسية الدولي السادس المقرر عقده في الرياض خلال الفترة من 22 إلى 24 يناير الجاري عدة جوانب تتعلق بريادة الأعمال، ووسائل دعمها، وطرق تجاوز الفشل في حياة رواد الأعمال، أيضا ًريادة الأعمال والعمل الاجتماعي، وريادة الأعمال في المنظمات الكبيرة والقطاع الحكومي، ورأس المال الجريء وغيرها من المواضيع ذات العلاقة بحضور عدد من المتحدثين العالميين والمحليين منهم على سبيل المثال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، فادي غندور المؤسس والمدير التنفيذي لشركة آرامكس، كيفن روبرتس، الرئيس التنفيذي لشركة ساتشي أند ساتشي، عادل فقيه، وزير العمل السعودي، سعود بن ماجد الدويش، الرئيس التنفيذي للاتصالات السعودية، ستيف وزنياك، الشريك المؤسس لشركة آبل.