نحن نرحل عن الأشياء لكنها هي لا ترحل عنا، وهذه حقيقـــة كبياض الثلج.
إنك قد تبتعد بجسدك عمن تحب لكن تشعر أنه مقيم بين جدران قلبك وضفاف نفسك.
لم يرحل أبداً.. بل لم يغادر بوابة قلبك لحظة من لحظات العمر..!
إنك قد تغادر بلدتك مسقط رأسك.. حياتك ذكرياتك وصباك.. لكنك لا تشعر - ولو لبضع دقائق - أنك رحلت منها أو رحلت عنك.
وأنى لك ذلك..
أليست «هي أول أرض مس جلدك ترابها».
كما يقول الشاعر الوفي..!
أليس فيها أول رملة عزفت عليها أغنية حبك وترنيمة وجدك.
لكأن الشاعرة فدوى طوقان تعزف على أوتار قلوبنا وهي تنشد:
(هناك على جداول كم حواك
وكم ضم من ذكريات هواك
تململ قلبي فوق الرمال
يعانق ذراتها باعتلال
ويلثم فيها رسوم خطاكَ)
أتراك تنسى ذلك السوق المسقوف الذي كان مرتع صباك، ومغنى أترابك، وميدان ألعابك.
أم تراك تنسى تلك «القربة» المدلاة، وقد شربت منها أعذب ماء.. وأحلاه.
أم تراك تنسى نومتك الهادئة في سطح دارك الطينية.. وأنت تستنشق ذلك الهواء العليل، وتتطلع إلى عرائس السماء والقمر عريسهن الباهر بضوئه واستدارته ونصاعة بياضه.
(2)
( الخفجي عن طريق الكويت والمطار الحلم)
- هذا ما حصل لي ويحصل لكثير غيري!.
تصوروا أن تذهب لمدينة سعودية عن طريق بلد آخر!.
قبل فترة ذهبت إلى محافظة الخفجي، وقد اضطررت أن أسافر إليها بالطائرة عن طريق الكويت، ذلك أنني كنت بين خيارين: الأول: أن أذهب بالطائرة إلى الدمام ثم آخذ سيارة وأسير أكثر من 300 كيلٍ للذهاب للخفجي، أو أختصر الأمر وأسافر بالطائرة إلى دولة الكويت، ثم أذهب منها إلى الخفجي لقرب المسافة بينهما!.
إن الخفجي هذه المدينة البترولية والباسلة أيام حرب الخليج تستحق أن يكون فيها مطار، فضلاً عن أغلب الساكنين فيها من غير أهلها، قد كانت بداية النشأة وتوافد الناس إليها بعد اكتشاف البترول فيها وأغلب سكانها مرتبطون بأهلهم في مدن المملكة الأخرى.
إن هذه المدينة التي تعيش حراكاً اقتصادياً وتنموياً محرومة من عدم وجود مطار فيها، والقطار لا يصل إليها، ولبُعد موقعها عن أغلب مناطق المملكة، فالمسافر إليها يحتاج عند السفر إليها وسيلتين: الطائرة والسيارة.. وكم يعاني الساكنون فيها تحديداً عند السفر منها أو إليها وهي الآن يقطنها عشرات الآلاف من المواطنين.
إن المطار هو حلم لهذه المدينة الحدودية الجميلة، فمتى يفرح أهلها والمسافرون إليها بهذا الحلم الذي طال انتظاره.!.
(3)
( سعودة مع وقف التنفيذ )
- «السعودة» وبأسلوب أوقع «توطين الوظائف» في القطاع الخاص هاجس الجميع: حكومة ومواطنين ما عدا بعض رجال الأعمال مع الأسف!
- رحم الله د. غازي القصيبي، فلفرط حماسه «للسعودة» أخرج الناس عليه «طُرفة، وهي أن القصيبي يدعو إلى سعودة الحجاج»!
الكل متحمس لتوطين الوظائف.. والحكومة ممثلة بوزارة العمل أصدرت وبدأت تطبق العديد من القرارات والبرامج، ولكن الأمر - بيد الله - ثم بيد رجال الأعمال.
(4)
( آخر الجداول))
(وإني لأدعو الله ضيّق
عليَّ فما ينفكُ أن يتفرجا
ورُبَّ فتى ضاقت عليه وجوهه
أصاب له في دعوة الله مخرجا).
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576