ارسل ملاحظاتك حول موقعنا

Friday 06/01/2012/2012 Issue 14344

 14344 الجمعة 12 صفر 1433 العدد

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

ثقافة تكريم الرموز والرواد والمبدعين والمخترعين.. وهم على قيد الحياة..هدف نبيل وسلوك حضاري وقيم فضيلة.. تكرس منهجه القويم وثقافته التأصيلية.. المجتمعات المتحضرة المعاصرة التي تجسد قيمة ودور وعطاء وتضحيات رموزها الكبار.. وتثمن إسهاماتهم العطائية وخدماتهم البارزة وبصماتهم الخالدة في كل المناحي والمناشط الحياتية, فنجد مثل هذه النماذج وهذه الأرقام الرموزية الصعبة في معادلة التفوق وحساب النجاح تتسابق مجتمعاتهم على تكريمهم وهم أحياء يرزقون.!!.. لتصافح هذه المبادرات الوفائية - في علاقة كيمائية متبادلة - مشاعر المبدعين وأحاسيس المتفوقين وتمنحهم الشعور بالفخر والاعتزاز بقيمة وأهمية منجزاتهم الوطنية وأعمالهم الجليلة...وهم يرون ان تلك المعطيات والبصمات البارزة نالها التكريم الحضاري والتثمين الوجداني قبل رحيلهم..!

- (رياضيا).. معظمنا سمع أوقرأ قيام المجلس البلدي في العاصمة الاسبانية مدريد بإطلاق اسم حارس المنتخب الاسباني الشهير(كاسياس) على احد شوارع العاصمة تكريما وتقديرا لإسهاماته البطولية في قيادة منتخب بلده في الفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008، كما ان الفرنسيين كرموا نجمهم الذهبي الكبير (زين الدين زيدان) بتنصيب تمثال في احد ضواحي العاصمة (باريس) تكريما لدوره الكبير في قيادة منتخب الديوك للفوز بكأس العالم لأول مرة في مونديال 1998, كما ان معظم الجامعات العالمية تهرول في مضمار ا(ثقافة التكريم).. فتمنح رموزها الوطنية وأبناءها المبدعين نياشين التقدير وأوسمة الوفاء وقلائد العرفان ويتجلى ذلك في منحهم شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لدورهم الريادي وخدماتهم الجبارة وإسهاماتهم الوطنية في مختلف المناشط الحياتية.. الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأدبية وحتى الرياضية..مثل ماحصل مع المدرب الاسباني المعروف (رفانيل بينتيز)الذي منحته اشهر الجامعات الاسبانية شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لإسهاماته الرياضية في كرة القدم تحديدا, بينما ثقافتنا الوفائية وقيمنا التكريمية في مجتمعنا الرياضي لاتتجلى إلا بعد (وفاة) الرموز الوطنية، فيصبح بالتالي شعارنا التكريمي (المدفون) عبارة عن « تخليد «لذكراهم وإظهار مآثرهم وتناول مسيرتهم العامرة بالمنجزات الوطنية والخدمات الجليلة, دعونا نستشهد- على سبيل الاستدلال- برائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الراحل عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله- الذي خدم الحركة الرياضية 7 أعوام متواصلة،كانت عامرة بالمنجرات البنائية والأعمال البطولية والتضحيات الجسيمة ومنها إقامة مشروع نشر الحركة الرياضية بالعاصمة الرياض متجاوزا المضايقات الثقافية والعادات المجتمعية والمعوقات الفكرية حتى أكمل مشروعه الوطني الريادي.. فهو من الرموز الكبار الذين لم يحظوا بالتكريم على حياته بما يتناسب مع حجم منجزاته الكبيرة وإسهاماته الوطنية العظيمة..لأمن المؤسسة الرياضية ولا حتى من ناديه الذي أسسه وبنى أركانه, ولم نسمع بمبادرة عرفانية من احد ى الجامعات السعودية بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية تقديرا لهذه الإسهامات العظيمة،كما يحدث في جامعات البلدان المتحضرة التي تحفظ لرموز أوطانها حقهم الأدبي والوفائي, وتكرّمهم في مجالات الفن والأدب والثقافة والرياضة إجلالا وعرفانا لما قدموه من تضحيات خالدة وأعمابطولية، بينما حضرت المبادرات الوفائية بكامل لياقتها بعد (وفاة) الرمز الكبير بلفتة تفاعلية من الإدارة الهلالية حين كرمت مؤسس النادي الراحل بإطلاق اسمه على إحدى قاعات النادي الداخلية. وأيضا أمانة مدينة الرياض أطلقت اسم (عبد الرحمن بن سعيد) على احد شوارع العاصمة الرياض، والمؤسسة الرياضية تدرس فكرة إطلاق اسم شيخ الرياضة والرياضيين على احد الملاعب الرياضية, كما ان الأمير الراحل محمد العبد الله الفيصل- رحمه الله - الذي يعد من الرموز الكبار الذين خدموالحركة الرياضية عبر بوابة النادي الأهلي أكثر من أربعة عقود زمنية فضلا عن إسهاماته البارزة في النهضة التعليمية كمسئول رفيع -سابقا - في وزارة التربية والتعليم تم تكريمه بعد (وفاته) بإطلاق اسم الأمير الراحل على ملعب النادي الأهلي, في الوقت الذي كنا ننتظر ان تكون ثقافة تكريم الرموز والمبدعين ورجالات الدولة الأوفياء.. حاضرة وهم أحياء يرزقون حتى نشعرهم بقيمة وأهمية أدوارهم الريادية وإسهاماتهم الوطنية ومنجزاتهم الخالدة,كما يحدث في المجتمعات الانسانية المتحضرة.

Twitter@kmaldous
 

ثقافة التكريم.. ورحيل الرموز..!
خالد الدوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة