في ظل التطورات المتلاحقة والتكنولوجيا المتسارعة التي اجتاحت العالم بأسره كان للمؤسسات الغربية نصيب الأسد في مواكبتها والعمل على تقليص الفجوة بينها، بفضل الإقرار بأهمية التغيير في مناشط الحياة كافة، ولكن هل عالمنا العربي في المستوى نفسه من الاستعداد؟ فإذا كانت الإجابة بـ(لا) فما هو مصير مؤسساتنا الحكومية في مجتمعاتنا الخليجية والتي تملك مقومات النجاح أكثر مما تملكه دول أخرى.
إن عملية التغيير تتأثر بمستوى الموارد البشرية ومهاراتها وقناعاتها واستعدادها لهذا التغيير، وهي في ذات الوقت تؤثّر في تنمية وتطوير مهارات هذه الموارد البشرية كجزء من العملية نفسها، إن عملية التغيير تنجح إذا اعتمدت على المشاركة الفاعلة من قبل الفريق القادر على إدارة العملية بكفاءة ومقدرة، وذلك من خلال قيام هذا الفريق بعملية التقويم الذاتي، وإشراك العاملين، وشرح الرؤية المتوقعة من عملية التغيير.
ومن المهم أن تقوم عملية التغيير بتطوير خلفيات الموارد البشرية، وتغيير الثقافات التنظيمية، وتلبية احتياجاتهم للمعارف والمهارات الجديدة، وتطوير إمكانياتهم والملكات القيادية لديهم، وكذلك تصميم خطط واضحة وجديدة وتطوير برامج تدريبية.
وبناء عليه ينبغي على إدارات الموارد البشرية أن تضع الآلية المناسبة والفعَّالة لبناء القيادة الواعية وبصفات مميزة، إذ إن قناعة واستعداد القيادة يعتبران خطوة أساسية نحو التغيير، ولا بد من تعزيز القيادة والقدرة على بناء الثقة بين العاملين والشعور بالانتماء وتعزيز مفهوم الكل شريك فضلاً عن تقديم النصح للعاملين وتدريبهم وتنمية قدراتهم.
إن التغييرات المطلوبة تترجم جميعاً إلى مسؤوليات جديدة ومهارات جديدة، ونظام فعَّال لإدارة وتقييم الأداء في المؤسسة، الأمر الذي يساعد على ترجمة خطط التغيير إلى خطط عمل حقيقية وواقع عملية ومسؤوليات واضحة، وماركة فاعلة.
وأخيراً إن لم نسارع ونستفيد من التغيير لاقتناص الفرص الجديدة فإن رياح التغيير سوف تقلع من يقف في طريقها لينزوي ويعتبر من أثر بقايا الماضي.