|
الجزيرة - عوض مانع القحطاني
قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في جمهورية مالطا د. تونيو بورج خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر المؤتمرات بالرياض بأن المملكة العربية السعودية تشكل ثقلاً عالمياً في المجال الاقتصادي والسياسي، وتعتبر لنا بلداً صديقاً ومؤثراً في كافة المجالات. وأكد بأن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المالطي خلال النصف الثاني من هذا العام ستكون هامة جداً لتطوير علاقاتنا مع هذا البلد في العديد من المجالات. وأوضح بأن الاجتماع الذي عقده هو والوفد المرافق له مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية مثمراً، وقد ناقشنا العديد من القضايا مع التركيز على العلاقات الثنائية وعلاقة المملكة بالاتحاد الأوروبي، كذلك ناقشنا موضوع دعم المكتب التنسيقي بين المجلس الأوروبي وجامعة الدول العربية؛ حيث إن المملكة العربية السعودية ساعدتنا في إنشاء هذا المكتب بمالطا في عام 2009م وهدفنا هو تطوير هذا المكتب ليكون بمثابة سكرتارية دائمة لتنسيق الحوار بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية. وقد بذلك جهداً كبيراً منذ أن توليت منصبي في عام 2008م لتعميق الحوار بين الاتحاد الأوروبي والجامعة، ففي فبراير 2008 نظمت مالطا لأول مرة اجتماعاً وزارياً بين وزارة خارجية دول الاتحاد الأوروبي ووزراء الخارجية العرب، حيث عقد وزير الخارجية السعودي الاجتماع وترأس جلساته بالاشتراك مع وزير الخارجية المالطي في ذلك الوقت. نحن نشعر بتغييرات كبيرة قد حدثت في المنطقة العربية في الآونة الأخيرة، وأن هذه التغييرات تتطلب المزيد من الجهد لتقوية العلاقة بين الطرفين بإجراء المزيد من الحوار، وقد توصلت إلى اتفاق بهذا الشأن مع وزير الخارجية السعودي. كذلك ناقشنا موضوع ليبيا، فليبيا دولة جارة لمالطا ولنا معها علاقات ضاربة في القدم على المستويين السياسي والاقتصادي وقد عبرت مالطا عن رأيها منذ بداية بروز الصراع الذي أدى إلى سقوط القذافي، حيث كان رأينا أن إنهاء حكم القذافي أمر حتمي ولكننا لم نشارك في أي عملية عسكرية. فنحن دولة صغيرة سالمة ولا نتدخل عادة في الأعمال العسكرية، ولذلك انحصر تدخلنا في تقديم المعونات الإنسانية للمتضررين، ابتداء من إجلاء الرعايا الأجانب المقيمين في ليبيا حيث ساعدنا أكثر من 100 دولة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال تم إجلاء أكثر من 5000 مواطن صيني عبر مالطا، وبعد ذلك حولنا مالطا إلى مركز لتقديم المساعدات للرعايا الأجانونحن نعمل الآن لتقوية علاقتنا مع الحكومة الجديدة في ليبيا. كذلك تحدثنا حول العلاقات الثنائية، كما ناقشنا موضوع التعاون بين المملكة ومالطا في مجال التعليم العام وبصفة خاصة التعليم في المجال الدبلوماسي، وذلك بتطبيق الاتفاقية المبرمة بين الدولتين لتنسيق التعاون بين المدرسة الدبلوماسية السعودية وأكاديمية البحر الأبيض المتوسط للدراسات الدبلوماسية بمالطا.
ومن المواضيع المهمة التي ناقشنا موضوع زيارة الرئيس المالطي للسعودية في النصف الثاني من هذا العام حيث إن هذه الزيارة هي الزيارة الأولى لرئيس مالطا للملكة العربية السعودية.
وفي إجابة لسؤال حول تأثير الأزمة الاقتصادية الأوروبية أوضح وزير الخارجية المالطي أن هذه الأزمة أزمة داخلية تهم الدول الأوروبية في المقام الأول وأنها لن تؤثر على علاقة مالطا بدول الخليج.
وعن موقف مالطا من الإرهاب أوضح نائب رئيس الوزراء المالطي أنه كان وزيراً للداخلية لحوالي عشر سنوات ومن خبرته في مجال الإرهاب أشار إلى أن مسألة الإرهاب لا يمكن مواجهتها في كل دولة على حدة، ولذلك فقد وقعت مالطا اتفاقية مع المملكة في مجال مكافحة الإرهاب ما يعني أن الدولتين يتمتعان بعلاقة صداقة قوية حيث إن تبادل المعلومات حول الإرهاب بين الدولتين يتطلب أن تثق كل من الدولتين في الدولة الأخرى ثقة كاملة، ونحن على استعداد للمضي في هذا التعاون في جميع المجالات ذات الصلة بالإرهاب في المستقبل، وأود أن أشير هنا إلى أن مالطا مهتمة جداً بمكافحة الإرهاب رغم أنها لا تعاني من مشكلة إرهاب داخلها.
وأوضح أن الاتفاقية تتضمن تبادل المعلومات والاستشارات والزيارات بين البلدين لمواجهة الإرهاب. وأكد أنه رغم أن المواثيق الدولية تتضمن الكثير مما ورد في الاتفاقية حول الإرهاب فإن تأكيد ذلك في الاتفاقية تعني تعزيز العلاقات بين الدولتين في هذا الجانب.
وحول سؤال عن التعاون بين البلدين في مجال الاستثمار، أوضح أن هناك استثماراً للمملكة في مالطا وأن وزير الخارجية السعودي اقترح إجراء المزيد من المباحثات حول هذا الجانب، سواء في مالطا أو في المملكة لدعم التعاون بين البلدين في هذا الجانب وسوف تشمل هذه المشاورات مناقشة التعاون في عدد من المجالات الأخرى مثل السياحة والتعليم بالإضافة إلى النظر في افتتاح سفارة للمملكة في مالطا، ونتمنى أن يتم ذلك في أقرب وقت؛ حيث إن مالطا لديها سفارة في المملكة وقد تناقشنا حول هذا الموضوع وأشار إلى أهمية هذا الموضوع نظراً لوجود العديد من الطلاب السعوديين الذين يواصلون دراستهم في مالطا.
وحول زيارة الرئيس المالطي للمملكة أوضح بأن هناك من الموضوعات التي سيتم التطرق إليها في المجال التعليمي والسياسي والثقافي والتعاون المشترك بين البلدين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة بالنسبة لنا في مالطا مهمة جداً وخاصة أن الزيارة تمس علاقاتنا بالمملكة بما لها من مكانة اقتصادية وسياسية على المستوى العالمي.
وحول الصراع العربي الإسرائيلي أكد بأنه طالما أن إسرائيل تقول بأن لها الحق في أن تعيش في سلام فإن الفلسطينيين لهم الحق أيضاً في العيش بسلام وتكوين الدولة الخاصة بهم ونحن ندعم ذلك.
واختتم تصريحه بالقول بأن مالطا بلد سياحي مميز وأن الفرصة متاحة للاستثمار في هذا البلد القريب من الدول الأوروبية والعربية على السواء.