بعد أن أسدل الستار على المعطيات الخلاقة والمنجزات الباهرة التي تحققت وأعطت ثمارها اليانعة الزكية على يد وبجهود رجال قوى الأمن بمختلف فروعها وتخصصاتها في موسم الحج المبارك وأيامه المشرقة، لا يسعنا أمام هذه الجهود الجبارة إلا أن نقول ما كان يردده الآباء والأجداد في مثل هذه المواقف ونخاطب رجال الأمن البواسل بهذه العبارات العفوية الصادقة ونقول: بيّض الله وجوهكم بالعافية، وصلتم ولا قصّرتم، وفيتم وشفيتم، فقد لمس حجاج بيت الله من الداخل والخارج وأعدادهم بالملايين ورغم محدودية الزمان والمكان نبل عطائكم ونجاح جهودكم واجتهادكم وقبل ذلك إخلاصكم النابع من قلب عامر بالإيمان بشرف الرسالة والوفاء لضيوف الرحمن.
لذا لا يسعنا إلا أن نرفع رؤسنا وأيادينا عالياً وبكل اعتزاز وفخر مثمنين استشعاركم لواجبكم أنتم وزملائكم وإخوانكم في القطاعات الحكومية الأخرى العسكرية والكشفية والبلدية والطبية بمختلف التخصصات ومجالات الخدمة المتعددة. وما كان لهذه الخدمات الجلي أن تتحقق بهذه الصورة الجميلة والجليلة لو لم يكن وراءها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه في الوفاء والإخلاص وإعطاء صورة أخاذة ومبهرة عن أخلاق وشهامة أبناء هذا الوطن الغالي الذي شرفه الله بحمل واجبات هذه الرسالة العظيمة وأداء هذا الركن الجليل في حياة كل مسلم.
إننا مهما أفضنا واسترسلنا لن نستطيع إعطاء صورة كاملة شافية أو وصفاً شاملاً عن ثمار هذه الجهود التي يترجم عطاءها سهركم ليل نهار طيلة موسم الحج الأمر الذي أصبح مضرب المثل في الإيثار والعزيمة والإخلاص، بل ومصدر إعجاب وتقدير وعرفان لكل من قدر له أداء شعائر الحج والعمرة والزيارة في بلادنا الطاهرة التي بارك الله حولها وشرف أهلها بخدمة بيته العتيق. وربما يتساءل البعض ويطلب إعطاء لمحة ولو موجزة عن بعض هذه القوى الفاعلة التي قامت بأدوار حيوية وساهمت بنجاح فعاليات هذا الموسم العظيم هذا العام وكل عام، بل وأدارتها بكل كفاءة واقتدار ومن نجاح إلى نجاح مستفيدة من الخبرة والتجارب والتقويم المستمر.
هنا أقول وبكل وضوح إن هذه القطاعات الحيوية التي قدمت خدمات جلى في الحج إنما أقصد بها الإدارات والأجهزة التابعة لوزارة الداخلية مثل إمارات المناطق وإدارة الأمن العام وفروعها وأقسامها وكذلك الإدارة العامة للجوازات وإدارة الدفاع المدني وإدارة المرور وإدارة سلاح الحدود وإدارة المجاهدين والإدارة الهندسية وغيرها. وهذه الإدارات رغم تباين اختصاصاتها وواجباتها فهي والحق يقال تتشكل في منظومة متكاملة ومترابطة جعلت هدفها الأسمى خدمة ضيوف الرحمن، تقدم المثل الأعلى في الإخلاص والتفاني وإعطاء صورة مشرفة على وفاء أبناء الوطن في كل ما يرفع شأن الوطن ويعلي مكانته في هذا العهد الزاهر الميمون، فللجميع الشكر والامتنان والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
*كاتب صحفي ومدير عام تعليم سابق