جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في وقتها الصحيح، لتدعو أهل الخليج العربي إلى وحدة كاملة شاملة في «اتحاد خليجي واحد»، لأن من مصلحة دول الخليج أن يدخلوا في هذا الاتحاد الذي يوفر لهم الاستقلال والاستقرار، والاقتصاد المتين والمطمئن، والتنمية والتقدم -بعون الله- ويمنحهم الأمن وهو مطلب ملح اليوم. فهناك ظروف عالمية، وإقليمية حساسة وفي غاية الخطورة، تتطلب من دول الخليج أن يبنوا هذا الاتحاد، ويسابقوا الزمن في بلورة مقترح الملك عبدالله، الذي تبناه قادة دول الخليج العربي بالإجماع في لقائهم الأخير على أرض الرياض، من منطلق إيمانهم بأهمية الفكرة وولادتها من قائد يعلم جيداً ما يجب على دول الخليج القيام به، لمواجهة التحديات في كل المجالات والميادين الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية، وعلى صعيد التعليم والإصلاح الإداري ومقاومة الفساد. ويأتي على رأس الأولويات الذي يهم أهل الخليج في المرحلة المقبلة «مجال الأمن»، والذي يجب أن يكون «الملف الحاضر» على الدوام، وقد فرضته الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية مؤخراً، التي أسهمت في نشوء وضع من عدم الاستقرار، وظهور حالة من الفوضى؛ قد يحاول أعداء السلام والإسلام استغلالها لتحقيق مآربهم. ولعل دعوة الملك عبدالله -حفظه الله- لامست آمالاً يجب أن تسعى إليها حكومات الخليج العربي، ومنها أمل الاتحاد. واليوم وليس غداً أملنا أن يكون واقعاً، وليحفظ الله خليجنا العربي ويحقق لأهله اتحادهم ووحدتهم.
Faya11@maktoob.com