الأعمال الفنية قائمة على العلاقة بين الكتلة والفراغ، والتعامل معها وفق هذا المفهوم يعطينا بعداً جمالياً أكبر وإدراكاً أعمق لفن الجمال.
والمسرحية = مسرحية الأجساد التي عرضت الخميس الماضي في اختتام ملتقى المثقفين السعوديين الثاني عندما تذكر (الجسد) فإنها تعني (الكتلة) وعلاقتها بالفراغ، وتتأكد هذه النظرية عندما تنطوي المسرحية على تماثيل بشرية منحوته، (ذهبي - فضي - نحاسي) على اعتبار أن هذه النظرية تتعمق أكثر في فن النحت والمعمار.
الفراغ يقول أشياء في حال إنزياح الكتلة عنه، وفقاً لموقف انفعالي معين، عندما تحركت الأقفاص = الكتل الزجاجية من محلها إلى مكان آخر, وداخلها كتلة = الجسد، فإن الفراغ المتبقي جاء محملاً بأشياء للمتلقي = معاني متلاحقة تتاطير في ذهن الجمهور وهم يشاهدون العرض وكأنهم يفككون رموزاً أو يحلون لغزاً مظهرين أعمق حالة إيجابية يمكن أن يكونوا عليها، لم نمل عليهم ما نود قوله وإنما فهموا أشياء بربط العلامات المسرحية ببعضها البعض.
وإذا ما اشتغلنا على تعدد المعنى، فإن كل شيء على الخشبة قال أشياء حتى الفراغ تحدث، فقد أردناه أن يتحدث ويعبر عن ذاته، فكان المعنى ليلتها بعدد الجمهور، هذا ما تلقيناه فعلاً عند نهاية العرض وتحديداً في مرحلة النشوة عندما كانوا على الخشبة يقدمون لنا تهاني تميز العرض، فالمعنى لا يمكن تثبيته في الفن فكل شيء ممكن إذا مسرحناه بالطريقة الصحيحة.
هذه التجربة التي جمعتني بالمخرج الدكتور شادي عاشور هي امتداد لتجارب سابقة قدمها قسم المسرح في جمعية الثقافة والفنون - فرع الرياض ابتداء من مسرحية السمفونية التي أخرجها الزميل محمد الجفري، مروراً بمسرحية الدود بالتعاون مع الفنان راشد الشمراني وانتهاء بمسرحية الأجساد.
تحية خاصة لوكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان على جهوده في ترتيب بيت المثقفين ودعم مناسباتهم وتأسيس فعل ثقافي - انتخابي ما أحدث نقلة نوعية لمسها الجميع.
nlp1975@gmail.com