إبليس زعيم الشياطين، فارسهم وحامل بيرقهم، منظرهم وراسم خططهم داهيتهم وزعيمهم الأوحد، إنّ لإبليس إيحاءات دلالية قوية وسالبة في إغراء الناس وتشتيتهم وإيقاعهم في المتاهات والمذلات، وصور الفساد والفجور والقطيعة والهجران، ولإبليس أعمال جبارة غاية في السوء والقبح والدمامة والنذالة والسواد..
.. على صعيد هدم العلاقات العامة الاجتماعية منها والاقتصادية والسياسية والتكتلات البشرية ومناحي الحياة، ويعرف كيف يسقطها جميعاً ويحوّلها بمهنية وحرفة فائقة لصالحة، ولديه القدرة العجيبة في التأثير السلبي الكبير في نقل العداوات والبغضاء والتشاحن والتقاتل ونشر ذلك كالنار في الهشيم، بسبب تسلُّطه وإمعانه في الظلم والانتهازية وتخاذل الناس في صده وهجره وطرده والبعد عنه، إنّ إبليس ليس له وئام، ولا سلام، ولا فاكهة نضرة، ولا حديقة خضراء، إنه الموت، وأبواب الجحيم، وانتصاب الدم، وحبال اللهب، لا يعرف رسم الخريطة، ولا بناء البيت، ولا الحلم الوردي، ولا أغنيات الطيور، إنه الشحوب كله واليأس والقنوط والنار والدخان والحفرة والدهليز ولون الرماد والأسمال وبقايا الخشب، إنّ مسمّى إبليس يُطلق على الناس الذين يسلكون سلوكه ويتلبسون لبوسه ويعملون المعصية ويتصفون بالاستكبار والتعالي والعمل المشين، ومحاولة التفرد والبُعد عن الأخلاق وقيم الحق والخير والعدل والجمال، إنّ إخوان إبليس هم من يملكون النفوس المريضة، والساعون لزرع الفتن، وتفكيك عرى الروابط والأواصر الاجتماعية والوطنية، إمعاناً في الكيد، ورغبة عارمة في الاصطياد في المياه العكرة، إنّ إخوان إبليس يغضبهم كثيراً ويسوؤهم جداً منظر الغيمة المتهادية، والنبتة اليانعة، والشجرة الباسقة، والثمرة الحلوة الشهية، ويسرّهم أعمال الخبث واللؤم والظلام الدامس وشكل الصديد والجدب والقحط وأعمال البرابرة، إنهم يجيدون الصخب والنشاز والخلل والسراديب السرية والرطوبة والعفن، ولا يعرفون لون النحل، ومداد العين، وفتنة العطر، وضوء الفانوس، وترياق القمر، وباب الفردوس، وظفائر الشمس، والسحاب والنجوم ورغيف الخبز، لا هم تمر ولا رطب ولا سلة غذاء، لا هم نعناع ولا برتقال ولا ماء مصفى، لا هم تين ولا زيتون ولا توت ولا لون البنفسج، إنهم فصيل إبليس وأقطابه ومكره وخداعة، في أفواههم شاخ إبليس وبال، حتى انعدمت عندهم النزهة في فردوس الحياة، حين طاف عليهم إبليس كلون الغمام الأسود وأطاعوه حتى صار حبيبهم الأوحد المقرب.
ramadanalanezi@hotmail.com