كتب - علي الصحن

قرر المعلق السعودي عبد الله الحربي فك ارتباطه مع القناة الرياضية السعودية والعودة من جديد إلى قناة الدوري والكأس القطرية، وكان الحربي قد (عاد) للقناة الرياضية قبل أربعة اشهر بالتزامن مع حصول القناة على حقوق نقل المنافسات السعودية، علما بأنه قد بدأ مشواره مع التعليق من التلفزيون السعودي قبل ان يغادره قبل سنوات إلى القناة القطرية، وفي حديث إذاعي مساء أمس مع برنامج الجولة الإذاعي عبر مكس اف ام الذي يقدمه الزميلان ثامر الحميد وهادي الشيباني قدم الحربي الشكر للأمير تركي بن سلطان المشرف العام على القناة الرياضية على تفهمه لموقفه، وأكد القرار الذي تسرب أمس في المواقع الاجتماعية، وبرره بالاحتقان الذي يعيشه الوسط الرياضي (!!) وأن هناك مجموعة صحفيين (!!) جعلوا من أنفسهم أوصياء على الجماهير الرياضية، مؤكداً أنه لا يفرق بين النصر ولا الهلال ولا الاتحاد... الخ.

ونحن هنا نقدر للزميل الحربي وجهة نظره ونتمنى له التوفيق في مشواره المقبل خصوصا انه سيكون بعيدا عن مصادر الاحتقان التي يعتقدها (!!) والأوصياء الذين يظن بهم (!!) لكننا أيضاً نتمنى منه ان يراجع ويقيم ما قدمه خلال الأشهر الأربعة السابقة خلال تعليقه على الدوري السعودي بهدوء، وأن يحكم نفسه، ومن يظن انهم يعملون لصالحه، ليعرف جيدا هل كان منصفا في تعليقه، وهل كانت عواطفه ثابتة لا تميل، ومشاعره لا تتوجه إلى حيث قد لا يشعر من فرط الحماس والمتابعة.

كما نتمنى من الحربي - وهو الإنسان المثقف المطلع كما نحسبه - ان يسأل نفسه هل التعليق هو الصراخ على كل كرة حتى لو لم تكن تستحق، وهل هو محاولة رص بعض الكلمات على طريقة السجع بمناسبة وبدونها، وهل التعليق يحتمل ترديد أبيات شعر قد تعجب المعلق وتطربه لكنها بالتأكيد لا تعجب الشريحة الأكبر من المشاهدين.

كما نتمنى للحربي الذي تحدث عن الاحتقان في الوسط الرياضي ان يسأل نفسه عن أسباب هذا الاحتقان، وأن يعود لمنتديات بعض الأندية وآراء عدد من المحللين - مختلفي الميول - ليعرف رأيهم في تعليقه وكم المقترحات التي نثرها مدادهم لنقده من أجل المصلحة العامة... ومن أجل مصلحته هو، إلا إذا كان يعتقد انه قد وصل لمرتبة لا يجوز معها انتقاده، ولا توجيه النصح له فهذا شأن آخر.. وعليه ان يبوح به صراحة، حتى يريح ويستريح.

السؤال الذي لا نطرحه على الحربي، بل على الجميع: هل يمكن لمعلق ما أو صحفي ما أو موظف ما أياً كان ان يترك الموقع الذي يعمل فيه من أجل كتابة أو كتابتين أو مقال أو مقالين أو صحفي أو اثنين، ما لم يكن قد تحصل على عرض أفضل أو يوازي - على الأقل - ما يحصل عليه في موقعه الحالي...نترك لكم الإجابة!!

أخيرا: كل ما نتمناه لمعلقنا العزيز عبد الله الحربي هو التوفيق في مشواره القادم، وان يستفيد من أخطائه السابقة، وان يعمل على تجاوزها.. والسعيد من استفاد من أخطائه وأخطاء غيره.