منذ أن بدأ الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - توحيد أجزاء الوطن معتمداً على الله مخلصاً النية صادق الوعد ورجال صدقوا الله ما عاهدوه عليه، وهو يضع في أولوياته العناية بكتاب الله القرآن الكريم حيث اتخذه دستورا له وحكم البلاد بما تضمنه الكتاب الكريم من أوامر ونواهي وأحكام تضمنها القرآن العظيم، حيث صدق - رحمه الله - مع ربه في ذلك فكان النصر حليفه والتوفيق يسير في ركابه والنصر المؤزر سمة له في تنقلاته يفتح أجزاء الوطن الواحد تلو الآخر.
فيسر الله له ذلك في أقل جهد وأقل عدد وعتاد ولم تمض إلا سنوات قليلة بعد فتح الرياض حتى استكمل المؤسس ضم أجزاء الوطن ثم تم التوحيد وإعلان المملكة العربية السعودية كدولة تضم أجزاء الوطن ملك الآباء والأجداد من آل سعود فحرص رحمه الله على التأكيد باتخاذ القرآن الكريم دستوراً ينطلق منه حاكماً عادلاً حريصاً على شعبه الذي بادله الحب والوفاء واستنار بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم كمفسرة ومفصلة لكتاب الله استجابة لقوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ).
وحيث عَلم الله صدق نية المؤسس وصدق إيمانه ونبل هدفه ومقصده أعانه وسدد خطاه ويسّر له كل عسير حتى تحقق له ما أراد.
وبعد أن توحدت البلاد عُنِيَ رحمه الله بكتاب الله وانطلق منه في إدارته للوطن وجعله نُصب عينيه وكان طيب الله ثراه يفتتح به مجلسه عندما ينظر في أمور الرعية وشؤون البلاد والتاريخ يؤكد ذلك.
وقد سار أبناؤه على ذلك النهج القويم واستمرت المملكة العربية السعودية في اتخاذها لكتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم منطلقاً للحكم فيها كيف لا وهي قبلة المسلمين وتضم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وما مسابقة الملك عبد العزيز لحفظ القرآن وتجويده التي بدأت في الحرم المكي الشريف بمكة المكرمة لهذا العام 1433هـ وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد إلا تأكيد على استمرار العناية بكتاب الله وحفظه وتجويده، وهذه المسابقة الدولية، حيث تضم قرابة (161) طالباً من المملكة والدول العربية الإسلامية.
وهي على فترتين صباحية ومسائية وتضم خمسة فروع تشارك المملكة في أربعة فروع من تلك الفروع، وتحكيم المسابقة إضافة إلى المملكة حكاماً من الأردن ومصر وموريتانيا وماليزيا وباكستان ونيجيريا.
إن مسابقة بهذا الحجم وتحظى بهذه العناية والرعاية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - لتأكيد على العناية والاهتمام بالقرآن العظيم وحبل الله المتين واستمرار لاهتمام المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته - بكتاب الله واتخاذه منطلقاً للحكم والإدارة.
رحم الله المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء. وحفظ الله قادة الوطن من أبناء المؤسس الذين ساروا على النهج القويم الذي رسمه المؤسس وانطلق منه لتوحيد الوطن عاقداً العزم متكلاً على الله آخذاً بالأسباب في توحيد أجزاء الوطن ولم شمله فساد الأمن والاستقرار وعم الرخاء الذي نتفيأ بظلاله حتى وقتنا الحاضر.