بعد ترقب دام عدة أيام انتظرها الشارع السعودي وفي أجواء سادها التفاؤل صدرت الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1433- 1434 وهي بحق ما يمكن أن يطلق عليها ميزانية الخير والنماء ويمكن للمطلعين من رجال الاقتصاد والتخطيط والمراقبين ان يدلوا بدلو أفضل من دلائنا في مثل هذه المسائل الحساسة، ولكننا نمارس حقنا المشروع في التفاؤل وهذا مرده للكلمة الضافية التي صدرت من مولاي خادم الحرمين الشريفين لأبنائه المواطنين في مستهل جلسة مجلس الوزراء والتي حملت في طياتها الأطر العامة للميزانية، وغلفها سيدي كما هي عادته حفظه الله بعبارات الأبوة والمحبة لإخوته

وأبنائه والشفافية التي أصبحت سمة ملازمة لخطاباته وتوجيهاته الكريمة.

وبالعودة لأرقام ميزانية الخير والتي أعترف أنني لست من فرسان ميدانها إلا أنها وبحق الميزانية الاضخم في تاريخ المملكة، وهذا مرده الاول لتوفيق الله عز وجل لهذه البلاد الطاهرة ثم للسياسة الحكيمة والمستبصرة التي تنتهجها القياده الرشيدة والتي مافتئت تقود هذه السفينة بكل مهارة واقتدار في بحار متلاطمة الأمواج.

أقول .... لقد حفلت بأرقام فلكية لمصلحة المشاريع التنموية المستقبلية وخصوصاً ما يمس منها قطاع التعليم العام والتعليم الجامعي، وهي عماد الثروة الحقيقية لأي مجتمع يسعى لنهضة حقيقية وشاملة. كذلك نال القطاع الصحي نصيبه الوافر منها وأعتقد أنها الاضخم في تاريخه. ولقد خصصت هذه القطاعات دون غيرها بالحديث لاهميتها المتزايدة في حياة الموطن. وننتظر بدورنا إنجازات غير مسبوقة تضاهي ما خصص لها وتواكب تطلعات وطموحات القيادة وآمال الموطنين على كافة أرجاء الوطن، ولا يمكن أن نختم الحديث دون أن نعرج على ما ختم به خادم الحرمين الشريفين. وأعتقد أنه الأهم في هذا السياق ألا وهو دعوته الصادقة والحازمة على التنفيذ الدقيق والمخلص لها ومتابعة ذلك.. وهذا لعمري هو الأساس والمعول عليه. وهو ما سوف تتضح معالمه في قادم الأيام وعندها ستكتمل فرحتنا. والتي نجيرها لمصلحة الأجيال القادمة. معولين عليها بإذن الله أن تكون سواعد نهضة وبناء تكمل مسيرة التطور في بلدٍ أضحى محط أنظار العالم أجمع.. فدمت يا وطني نبراساً يقتدى به وتجربة يحتذى بها.

عبدالله بن بخيت المرشدي