يطوي العام صفحات لا تشبهها صفحات من الأعوام التى قدر لنا أن نكون جزءاً من تاريخها أو سردها، ما حمله عام 2011، يفوق خيال الرواة، يفوق توقعاتنا في أبعادها اللامتناهية، ما حدث في اثني عشر شهراً من ثورات وتغيرات وتحولات كشف في جملته بما يدير الرؤوس ويشغل المتأمل والباحث والراصد، وسيبقى عاماً استثنائيا ومفصلياً بشكل قاطع.
فقد حفل هذا العام بالثورات والانتفاضات العربية، واجتثاث دكتاتوريات ما يسمَّى بالجمهوريات من عروقها، وأخرى لازالت تواجه نفس المصير، إلى غياب فكر القاعدة وتجفيف منابعه، وموت قائد تنظيمها الذى شغل الدنيا، أسامة بن لادن.
عام شهد قبل رحيله، رحيل القوات الأمريكية من العراق بعد احتلال فاشل استمر تسع سنوات وحصد الآلاف من القتلى.
عام لم يخلُ من الكوارث أبداً، أبرزها تسونامي اليابان الرهيب الذى كاد أن يتسبب في كارثة نووية.
ليس هذا طبعا كل شيء، لكنه بعض الصورة.
على المستوى الشخصي أعرف كثيرين شكل العام فارقاً مهماً بالنسبة لهم تقلب بين الفقد وبدايات جديدة، بين نجاحات وإحباطات، وتحولات مثيرة.
عام يمكن أن يكتب عنه الشيء الكثير، ويدرك العاملون في الإعلام وحقل المعلومات أن ما حدث في العام2011 يعدل في نتائجه وأحداثه وتفاعلاته وتراكمه عقوداً من الزمن، وأصبح التعبير عن أحداثه واستعراضها يشعرنا أننا لا نكتب عن عام وحسب، وإنما نكتب عن حقب طويلة.
الأكيد أن هناك اكتشافات تقنية مذهلة، وتطورات تقنية راقية، أيضاً شهدها عامنا الاستثنائي، وكشف علمى هزَّ المسلَّمات والمعتقدات العلمية في عمقها، فقد أصبح النيوترينو نجم الأوساط العلمية في عام 2011.
وبسرعته التي تفوق سرعة الضوء، هزَّ هذا الجسيم الصغير قناعات علماء الفيزياء حول نظرية أينشتاين. ولا يسع غالبية الخبراء حتى الآن تصديق أن جزئية أولية من المادة تمكنت من تجاوز سرعة الضوء التي تعتبر «الحدود التي لا يمكن تجاوزها» في نظرية النسبية. ويثير هذا الأمر حماسة البعض الذين يحلمون بعالم بأبعاده أو أكثر، ويتصورون حتى احتمال السفر عبر الزمن.
فهل أصبح الزمن فعلاً يمر بسرعة استثنائية كما يبدو؟، هل نحن نشهد البدايات فقط؟، هل يتكرر الإيقاع بصيغة جديدة مع العام التالي؟
هل هناك شيء ما تغير في علاقتنا بالزمن والسرعة يمكن أن تفسر ظاهرة العام 2011؟، هل تجاوز سرعة الضوء جزء من الحكاية؟، وماذا عن تحولات الطقس، حرارة الأرض.؟؟
أسئلة يمكن أن تتكاثر بسرعة وفضول ملح، فيما نبدأ عامنا الجديد ونترقب أحداثاً محتملة لرصد إيقاع الزمن الجديد.