أن تستمر عمليات القتل في المدن السورية وتواصل دبابات ومدفعية النظام السوري قصف المدن والأحياء السكنية المكتظة بالسكان بوجود المراقبين العرب، فمعنى هذا أن هناك أصراراً على فرض الخيار الأمني لقهر إرادة الشعب السوري، سواء بوجود مراقبي جامعة الدول العربية أو من دونهم.
بالتزامن مع وصول عدد محدود من المراقبين العرب إلى مدينة حمص، تعرضت المدينة إلى تصعيد خطير في العنف من جانب قوات نظام الرئيس بشار الأسد، إذ أوقعت قواته عشرات القتلى والجرحى في المدينة التي تعيش أجواء حرب إبادة وبالذات حي بابا عمرو الذي قُتل فيه 30 شخصاً وأصيب نحو 100 جريح عشية توجه المراقبين العرب إلى المدينة.
ومع أن المعلومات قد ذكرت بأن الجيش قد أخفى دباباته وسحبها إلى المدارس ومواقع حتماً لن يتسنى للمراقبين الوصول إليها، لأن السلطات السورية هي التي تحدد تحركاتهم، إلا أنه لا يمكن إخفاء آثار القصف العنيف للرشاشات والقذائف الصاروخية التي تركت آثاراً في كل أحياء المدينة وبالذات في حي بابا عمرو المنكوب.
معاناة ومسرح العنف والقتل الذي خلقته قوات الرئيس بشار الأسد لن يغيب عن أعين المراقبين العرب والذين يضمون خبراء عسكريين وحقوقيين، وهم لا بد وأن يذكروا في تقاريرهم ما تعانيه المدينة من حصار وإذلال وتعمد في عدم وصول الأغذية والأدوية، وهو ما يضع الجهة التي أرسلت بعثة المراقبين إلى سوريا أمام مسؤولياتها، والتي يفترض أن تعلن وبشفافية تقارير مراقبيها التي لن تخرج عما نشاهده عبر التقارير الإخبارية التي تنقلها المحطات التلفازية بعد أن يزودها الناشطون السياسيون الذين يتحدثون عن قمع السلطات السورية.
إعلان فحوى التقارير والتعامل الجاد لرفع الظلم والقهر المفروض على الشعب السوري يتطلب موقفاً حازماً وحاسماً من جامعة الدول العربية، لوقف المجازر التي ترتكب أمام أعين المراقبين العرب... وإذا لم تقم جامعة الدول العربية بواجبها وما تتطلبه مسؤولياتها، عليها أن تعلن بوضوح عجزها، وأن ترفع الأمر إلى مجلس الأمن الدولي الذي يعرف كيف يتعامل مع الأنظمة التي تقتل شعوبها.