|
أوضح الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز الشدي في ورقة قدمها في الجلسة الثانية من ملتقى المثقفين السعوديين والتي حملت عنوان العلاقات والاتفاقات الدولية أنه لم يعد بإمكان أي دولة أو أي مجتمع أن ينطوي على نفسه ويعتزل بقية أفرد المجتمع الدولي، مشيراً إلى ضرورة أن المساهمة في الحراك الإقليمي والدولي في مجالاته المتعددة وفي مقدمتها المجال الثقافي الذي يمكن من خلاله بناء مجتمع دولي متوافق متكامل.
وأشار إلى أن بلدًا كالمملكة العربية السعودية وثقافة كالثقافة العربية والإسلامية تصبح المساهمة في الحراك الثقافي الدولي أمرا مهما وواجبا، منوها إلى أن المملكة بمكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية وبمخزونها الثقافي المهم تحمل المملكة مسئولية عظيمة لتعزيز مكانة الثقافة السعودية بشكل خاص والثقافة العربية والإسلامية بشكل عام.
وأضاف لتحقيق هذه المهمة العظيمة لا بد من وضع تصور عملي في إطار إستراتجية وزارة الثقافة والإعلام يتضمن الأدوات البشرية والإدارية والمالية اللازمة لتحقيق مثل هذه الطموحات.
وطالب الشدي بوضع تصور وخطة عمل واضحة ضمن إستراتيجية المملكة الثقافية تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع الثقافي السعودي بكل مجالاته وفنونه في الحراك الثقافي الدولي والإقليمي، مشيرا إلى ضرورة استثمار عضوية المملكة في المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالثقافة.
كما طالب بإدارة عامة للاتفاقيات الثقافية الدولية، وإدارة عامة للمنظمات الثقافية الدولية والإقليمية وإدارة عامة للمؤتمرات والنشاطات الثقافية الدولية والإقليمية، وكذلك إدارة عاملة للمعلومات الثقافية الدولية وإدارة عامة للتنسيق والمتابعة.
فيما أكد الدكتور أبو بكر باقادر في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة الثانية التي كانت بعنوان (العلاقات والاتفاقيات الدولية) بأن تجسيد الثقافة بمعنى (ما الهوية الوطنية) فهي تعكس بشكل عام إسهام الناس في نواحي عديدة مع تفاعلهم مع محيطهم وبيئتهم وهي تشكل تقاليدهم وعاداتهم وأعرافهم وقيمهم التي توارثوها عن أسلافهم وهي تقدم الوجه الإنساني والواقعي لحياة مجتمعهم العادية والمعنوية وتحمل في ثنايا كل ذلك الرموز والمعاني التي يمكن أن تفسر سلوكيات وتصرفات بل وربما ذهنيات أفراد ذلك المجتمع، فمن ثمة تقدم صورة صادقة بحد كبر عن (روح) وحقيقة المجتمع وتشكل عند من يتعاملون معه هوته العامة.
وفي سياق متصل قدم د. يوسف بن طراد السعدون - وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية - ورقة عمل بعنوان «تجربة المملكة العربية السعودية» من خلال ندوة الاتفاقيات الثنائية وآفاق تعزيز التعاون الثقافي الدولي استهلها بذكر أهمية المملكة العربية السعودية في العالم أجمع؛ يعود ذلك لموقعها الجغرافي الاستراتيجي ومكانتها في قلوب شعوب العالم لوجود الحرمين الشريفين بها.
وعرج د. السعدون على الإطار التنظيمي للشؤون الثقافية والاتفاقيات الدولية التي أصدرت إعلان مبادئها اليونيسكو في عيدها العشرين لتأسيسها. موضحاً أن سياسة المملكة في التعاون الثقافي الثنائي أو المتعدد تهدف إلى تعميم المهارات والثقافات ودعم أواصر الصداقة وتعزيز العلاقات السلمية بين الشعوب وتمكين كل فرد من التمتع بفنون جميع البشر والمساهمة في إثراء الحياة الثقافية.
ثم ذكر بعد ذلك نماذج للاتفاقيات الثقافية الدولية: كالاتفاقيات الإطارية العامة للتعاون الثنائي وهي اتفاقية تعمل كمظلة تنطلق منها الاتفاقيات الأخرى, والاتفاقيات الثنائية التي أبرمتها دارة الملك عبدالعزيز ولها تسع مذكرات تعاون ومن أهم أعمالها أنها تزود الباحثين بالمعلومات والنشرات العلمية وتقييم ندوات لتبادل خبرات الصيانة والترميم بما يتعلق بالوثائق.
أخيراً, أشار د. السعدون لثالث نوع من الاتفاقيات وهي التي تبرمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهي ما تشبع حاجتنا لأنها جزئية وذات برامج محددة وواضحة ويمكن تقييمها ومتابعتها بسهولة كاتفاقية المتحف البريطاني بخصوص إقامة معرض الحج.
المداخلات:
- د. مسعد العطوي: أنتم هنا في ملتقى المثقفين السعوديين تمثلون أمراً رسمياً مختلفاً عن التعاون الشعبي بين الشعوب خارج أطرها السياسية فنحن نتمنى أن نتواص ل كشعوب لا كمنتديات رسمية. وفي سؤال له أيضاً قال: «هل فعلاً تمثل الملحقيات الثقافية تصوراُ للثقافة السعودية وفكر شعبها؟ وفي نهاية مداخلته أشار إلى مشاركة المملكة في معارض الكتاب الدولية منوهاً إلى أننا أن المؤلفات السعودية تطبع في الدول العربية ولا ترى النور هنا.
- وفي مداخلة للدكتور محمد آل زلفة قال بها أننا يجب أن نعرف بالثقافة السعودية من خلال الشباب والشابات فهن مستقبل الوطن. منوهاً إلى أن جامعاتنا في وضع لا يسر ويجب إعادة النظر إلى استراتيجياتنا الثقافية والفكرية وإنتاجنا الفكري لنباهي به الآخرين. في آخر مداخلته أشار إلى فرح جميع الشعوب بمعارض الكتاب لديها إلى السعودية فهي تحتقن وتتوتر وتتهيأ لصراع ستواجهه من مؤسسات مختلفة لا علاقة لها بالثقافة وصنعها.
- أشارت من جانبها د. سمر السقاف - ممثلة للملحقية الثقافية بالولايات المتحدة الأمريكية- بأن هناك الكثير من الاتفاقيات المختلفة من عدة وزارات سعودية كالتربية والتعليم والثقافة والإعلام وغيرهما إلا أن مصادر المعلومات لا أثر له في المشهد مما يعيق العمل بشكل جيد ومقنن تجاه الاتفاقيات الثقافية الدولية.
- من ناحيته قال د. عبدالله البريدي: أن نشر الثقافة بشكل فردي غير مؤسساتي يجب أن يعزز في المشهد الثقافي الدولي للمملكة.
- داخلت الصحفية السعودية أ. أسماء العبودي متسائلة عن أثر الاتفاقيات الثقافية الدولة على الإنسان البسيط؟ فلازالت عالقة في أذهان جيل الشباب برامج كافتح ياسمسم وسلامتك التي خرجت بعد تعاون خليجي بارز في تلك الحقبة و لا شيء بعدها. أثارت العبودي قضية إشراك الشباب في برامج الاتفاقيات الثقافية الدولية لأنهم يمثلون 70% من المجتمع ولأنهم يتمتعون بحس إبداعي عالي. ختمت العبودي مداخلتها بأمنية مشاركة المثقفين والمثقفات من أطراف المملكة وأن نبتعد عن ثقافة المركزية.
وفي مداخلة للأستاذ محمد رضا نصر الله مبديا فيها سعادته ببدء فعاليات الملتقى رغم ملاحظات المشاركين عن غياب المثقفين وهو يحملهم المسؤولية تماماً لتغيبهم عن الحضور رغم وجودهم في الفنادق. قال أيضاً إن الملتقى حظي برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين مما يوضح مدى أهميته.