الخطيب، عبدالكريم الخطيب.. الأديب الواقعي، والإعلامي الرائد. يحق لنا أن نفاخر به، ونعدد مزاياه، ونُعرِّض بسيرته ليس لشيء إنما لأنَّه مميز في عطائه.. فكاتب هذه الكلمات لا تربطه بهذا الرجل الجليل أي علاقات شخصية، أو مصلحة دنيوية سوى نظرة الوفاء لهذا الرائد المبدع في مجال المعرفة والإعلام في بلادنا.
الخطيب لم يكرم أو يحتفى به حتى الآن.. هذا ما يحز في نفوس تلاميذه ومحبيه من مستمعي الإذاعة على مدى عقود أربعة سابقة لا سيما برنامجيه الإذاعيين الشهيرين «دخان المصانع» و»الأرض الطيبة» وبرامج أخرى، كان القاسم المشترك فيها حب الوطن والحديث عنه، أضف إلى ذلك دوره في كتابة المقالات في بدايات الصحافة في بلادنا، وإصداره للعديد من المؤلفات والأعمال الأدبية التي سجلت باكورة العمل الإبداعي لجيل الرواد.
الخطيب -باختصار غير مخل- صاحب إنجازات ثقافية ومعرفية وإعلامية وأدبية يصعب حصرها، أو التمعن بعجالة في مراميها وأهدافها وحجم أثرها في المستمع والمشاهد والقارئ، إلا أن السمة البارزة في أعمال عبدالكريم الخطيب هو شغفه بالوطن وسعيه لإبراز إنجازات أبنائه، وهذا ما عكسته جلّ أعماله الأدبية والاجتماعية.
الخطيب يحتاج إلى لفتة إنسانية معبرة تعيد له الفضل بوصفه أحد رواد العمل الثقافي والإعلامي الذي يستحق إزاءه الشكر والتقدير، بالرغم من أن ما يؤكده (أبو محمود) دائمًا أن العطاء الذي أنجزه على مدى عقود هو واجب. فتقديره يتمثل في السعي لتكريمه من قبل الجهات المعنية بأمر الرواد والمبرزين في العطاء على نحو المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، فهو لا يقل في العطاء عن جميع من سبقوه في مجال الإبداع والتميز والريادة.
الخطيب يحتاج أولاً للمسة وفاء لشخصه من منطق الحس الاجتماعي النبيل الذي يحتم علينا تقديره وتعويضه عن سني عمره المديدة.. أمده الله بالصحة والعافية وختم له بخير، وتالٍ الوفاء لعطائه المعرفي وريادته في مجالي الإعلام والأدب، لعلنا نفيه بعض حقه.. فهو بحق ممن تميزوا وبرعوا رغم صعوبة مرحلة البناء والتأسيس لمنجزات إعلامية وثقافية كثيرة.
الخطيب مدرسة عريقة.. وتكريمه وتقديره هو وسيلة من وسائل التعريف بإنجازاته، وإبداعاته على مدى عقود.
الخطيب.. قامة عطاء تنتظر الوفاء، لعلنا نرد بعض أفضاله..
hrbda2000@hotmail.com