خلال الأيام الماضية تعالت أصوات رؤساء ومسئولي الكثير من أندية دوري زين مطالبين بحقوقهم المالية من هيئة دوري المحترفين، وكانت الهيئة تحاول عدم الرد وإذا ردت فإن ردودها تحمل من الغموض أكثر من الإيضاح.!!
والغريب أن مسئولي الأندية الذين تحدثوا عن مطالبهم لا يعرفون حقوقهم بالضبط..!! لا يعرفون ما هو حق لهم لدى الهيئة وما هو ليس بحق. لذلك جاءت مطالباتهم عمومية وغير محددة. وهم لا يلامون في ذلك فهيئة دوري المحترفين تعمل بسرية تامة.. وبدون شفافية. فلا أحد يعرف مقدار دخل الهيئة ولا أوجه الصرف. رغم أن الأندية تعتبر شريك إستراتيجي للهيئة. إلا أن الهيئة ترفض اطلاع شريكها على حقوقه في هذه الشراكة. فالهيئة هي من يقرر حصة الشريك وعلى الشريك أن يقبل ما يصله دون نقاش.
وأكثر ما يثير العجب والدهشة رفض مدير الهيئة التنفيذي محمد النويصر الكشف عن قيمة عقد شركة زين التي يحمل اسمها دوري المحترفين السعودي متذرعا بأن الشركة هي من يمنع هذا الإعلان لان لها استثمارات في جهات أخرى وتخشى أن يؤثر الإعلان عن قيمة رعايتها لدوري المحترفين السعودي على استثماراتها الأخرى..!! وهذا التبرير اعتبره استخفاف بعقول المتلقين سواء كانوا مسئولي أندية أم إعلاميين، أليس لشركة زين ميزانية وقوائم مالية تعلنها نهاية العام للمساهمين وتتضمن هذه القوائم أرقام دقيقة لإيرادات الشركة ومصروفاتها، ومن ضمنها قيمة رعاية لدوري المحترفين السعودي..!!؟ وهيئة دوري المحترفين أليس لها ميزانية وقوائم مالية تعلنها نهاية العام وتوضح خلالها إيراداتها ومصروفاتها ومن ضمنها قيمة عقد شركة زين..!!؟ أم أن الهيئة لا تنوي الإفصاح وإعلان ميزانيتها..!!؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف تطالب هيئة المحترفين الأندية بإعلان ميزانياتها وقوائمها المالية بينما هي كهيئة تخفي ميزانيتها..!!؟
ومن عجائب هيئة دوري المحترفين أن مديرها التنفيذي قال في أحد تصريحاته النادرة وبعد إلحاح شديد من المذيع التلفزيوني البارع عادل الزهراني إن الأندية ليس لها نصيب أو حصة من عقد زين..!؟ يا ساتر.. دوري يباع لشركة وتركض خلاله الأندية 182 مباراة ولا يكون لها نصيب من قيمة هذا البيع..!! الدوري يعتبر منتج الأندية فكيف يباع هذا المنتج ولا يحصل صاحبه على أي عائد.!!؟
وحسبما نما إلى علمي أن بعض التحسينات في بيئة الملاعب كالبوابات الإلكترونية وغيرها تتم على حساب هيئة دوري المحترفين وهذا خطأ إداري ومالي فادح يجب أن تحاسب الهيئة عليه. فبيئة الملاعب هي من اختصاص الرئاسة العامة لرعاية الشباب فهي الجهة المسئولة عن المنشآت الرياضية بناء وصيانة وإدارة وتطوير. فكيف تنفق هيئة دوري المحترفين أموال الأندية في تطوير منشآت وهو ليس من اختصاصها فتلك الملاعب والمنشآت تجري عليها مباريات ومسابقات ونشاطات أخرى لا علاقة للهيئة بها وبالتالي ليس للهيئة أدنى مسئولية في تطويرها..!!؟
أما آخر غرائب هيئة دوري المحترفين فهو مجلس إدارتها المشكل منذ أكثر من سنتين والذي لم يعقد اجتماعا واحدا حتى الآن..!! فهذا المجلس لازال مكونا من أعضاء هبطت فرقهم للدرجة الأولى، وأعضاء استقالوا من أنديتهم، وأعضاء ينتظرون عقد الاجتماع الأول..!!
انتهت مساحة الزاوية ولم تنته غرائب هيئة دوري المحترفين.