جاءت فكرة إنشاء مكاتب الخبرة بهدف تقديم الخدمات العلمية والدراسات الإستراتيجية والبحثية المتميزة لكافة قطاعات المجتمع في مختلف التخصصات والمجالات، وتعزيز وتطوير مبدأ الشراكة بين الجامعات والمجتمع، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات لتقديم خدمات علمية واستشارية متميزة لقاء مقابل مالي، وتحويل الأكاديمية العلمية إلى مشاريع ذات عائد مالي ومعنوي، بالإضافة إلى توثيق ارتباط أعضاء هيئة التدريس بالجامعة التي ينتمون إليها, وإيجاد فرص متميزة تدعم برامج التأهيل والتدريب لدى طلاب الجامعة، مما يساهم في تنمية قدراتهم من خلال مشاريع الخدمات العلمية والاستشارية التي تقدمها مكاتب الخبرة.
ومن هذا المنطلق جاء قرار إدارة جامعة أم القرى بقيادة معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بكري بن معتوق عساس بإنشاء مكاتب الخبرة لتسعى نحو تعزيز مبدأ الشراكة الإستراتيجية بين الجامعة وكافة شرائح المجتمع، وتطوير الكفاءات المهنية المتخصصة لمنسوبي الجامعة وتوظيف إمكانيات الجامعة المختلفة من أجل تحويل المعرفة والخبرة المتوفرة لدى الجامعة ومنسوبيها إلى مشاريع اقتصادية ذات عوائد مالية، مما يساهم في تنمية الإيرادات الذاتية للجامعة ومنسوبيها.
وعلى هذا الأساس، فإنّ مكاتب الخبرة تمثل وسيلة مناسبة لاستثمار الموارد البشرية المؤهلة والمتخصصة، والإمكانيات المادية والمعرفية في جامعة أم القرى وتسخيرها لخدمة المجتمع بشكل عام وخدمة القطاعات العامة والخاصة العاملة فيه بشكل خاص، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة للاستفادة من خبراتهم وتوظيفها في معالجة قضايا المجتمع والمساهمة في تقديم خدمة استشارية وبحثية متميزة لكافة قطاعات المجتمع وفي كافة التخصصات والمجالات العلمية والأكاديمية والبحثية.
ومن مكاتب الخبرة التي تمت الموافقة على إنشائها تحت مظلة إدارة بيوت الخبرة بمركز ريادة الأعمال بجامعة أم القرى، مكتب «وحدة الاستشارات الإحصائية وتصميم البحث» الذي يرأسه سعادة الأستاذ الدكتور زايد بن عجير الحارثي عميد كلية التربية، والذي يؤكد على أنّ جامعة أم القرى تشهد حراكاً ونهضة وتطوراً نوعياً غير مسبوق يركز على مبدأ الجودة والتميز، حيث بدأت الجامعة، كما يقول البروفيسور زايد، تسجل تقدماً وتفوقاً في المكانة وعلى مستوى تعدّى النطاق الإقليمي إلى المستوى العالمي، سواء كان ذلك في مستوى الخريجين أو الجوائز أو الكراسي العلمية أو الترتيب العالمي وغيرها، ولعلّ بيوت الخبرة أحدث ما وصل إليه التطور في جامعة أم القرى بتحويل وترجمة الأفكار والخبرات العلمية التي تختزنها عقول وشخصيات الأساتذة والكوادر بالجامعة، إلى منتج يمكن تسويقه لخارج الجامعة بطريقة نظامية ومؤسسية.
ويبقى القول بأنّ رسالة مركز ريادة الأعمال في جامعة أم القرى، مستلهمة بشكل أساسي من الريادة الحضارية لمكة المكرمة على العالم، وهو يتبنّى من أجل ذلك، منظومة من الأنشطة المتكاملة الهادفة إلى تعزيز الإبداع واحتضان الأفكار الجديدة القابلة للتطبيق، لتكون أعمالاً استثمارية رائدة في خدمة ضيوف الرحمن.