تعقيباً على ما يُنشر في (الجزيرة) عن الفساد الإداري لبعض المسؤولين, أقول: لا يكاد يخلو مجتمع من المجتمعات قديمها وحديثها من مظاهر الفساد الإداري بما فيها مجتمع الإسلام على الرغم من الطهر والعفاف والعفة والنقاء التي ميّزت الفكر الإسلامي على مرّ العصور والأزمنة.
إن النظار لا تخطئ عيناه صور الخلل، والمفارقات الكبيرة، والتباينات الشاسعة بين واقع الأمة ومنهج الإسلام. وقد كثر الحديث عن الفساد الإداري في بعض الأجهزة، وتعالت الأصوات بطلب معالجته، ولكن الأمر ليس بالسهولة للقضاء على الفساد بين يوم وليلة. فالفسادكالنخرة التي لا تُرى إلا بعد أن تحطّم الأعواد الصلبة. ومن ثم يحتاج القضاء على نتائجها فترة طويلة، ولقد كثر الحديث عن هذا الداء في بعض الأجهزة، وتعالت الأصوات بطلب معالجته، وأكَّد عدة مرات رجل الإصلاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على معالجة الفساد الإداري، والقضاء على كل ما يعرقل سير التنمية في البلاد، ويحول دون تحقيق رغبة المواطن أياً كان. ولكن من الصعب القضاء على أي داء ما لم يشخَّص حتى يعطي العلاج المناسب له. وإن لم آت بشيء جديد من خلال ما ذكرت إلا أنني ألخّص بإيجاز أسباب الفساد الذي كثر الحديث عنه، ومنه سوء تنفيذ المشاريع مما يستوجب تكرار الصيانة لها بأموال كثيرة، قد تفوق قيمة تكلفة المشروع.
نزار عبداللطيف بنجابي -جدة