الصغار يقعون من الثقافة التي يتبنّاها آباؤهم، ومعلِّموهم، والآخرون، موقف حيرة، لأنهم بعد لا يدركون أبعادها، ولا عوامل اختلاف موقف الكبار منها، كذلك هم يجهلون المفاهيم في هذه الثقافة، وجذورها، ودوافع اختلاف الكبار حولها..
هم يسمعون من حولهم نقاشات حول مصطلحات تتردّد على أسماعهم دون أن يجدوا من يأخذ بهم نحو معرفتها, فالشؤون السياسية مثلاً، والاقتصادية، والأدبية، والنقدية، والتأريخية، بل العلمية، والتقنية، بل مصطلحات الحياة اليومية، والمعاملات المختلفة كلها ثقافة تراكمية لها مبدؤها، وامتدادها، وأسبابها، ومصادرها،,,
ألا ينبغي أن تُفتح جلسات عامة, أو خاصة لتُشرح لهم هذه الثقافة، لنمنحهم دافق وعي بها، أن يساعدوا في تشكيل رؤيتهم عنها، ومن ثم مواقفهم منها، ليتصرفوا فيما بعد بما تشكل لديهم منها ويزيدون..؟
يبدو أنّ الثقافة العامة، واليومية، والشعبية مسؤولية لن يتبنّاها إلاّ من يعنيه أن لا يسأل ابنه، أو تلميذه لماذا تختلف الآراء، وعمَّ تختلف، حين يكون قد وطد فيه من المعرفة ما يمكنه من معرفة إلى أي حدٍّ يمكن أن يتفق هو، أو يختلف مع الآخر.
برامج الحوارات الصاخبة، في الفضائيات أوحت لي بفكرة الموضوع اليوم., والصغار يسألون: علام يختلفون، لماذا يتشنّجون، ماذا يقصدون..؟